كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

جَميعًا إلا الحكم بن عوانة، وكان على السند فأقره حتى قتل هو وزيد بن علي في يوم واحد، قتله ناكهر، ولم يعرض يوسف لزياد بن عبيد الله، وبعث إلى محمد بن القاسم بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عِضاه الْأَشْعَرِيّ، فقال له: من أنت؟. فانتسبَ له، وقال: إِنّما كنتُ على أعواد كَرْمَان، قال: نِعْمَ أهل البيت أنتم فَأَدِّ شيئًا. قال: قد أخبرتك أني لم أتولّ جباية، فقال: خليّا سبيله.
فلما أتى خالد قيل له: الأمير الأمير. قال: دعوني من أميركم، أحيٌّ أمير المؤمنين؟ قيل: نعم. قال: لا بأس عليّ. فلما قُدم بِخالد على يوسف حبسه وضرب يزيد بن خالد ثلاثين سوطًا، فكتب هشام إلى يوسف:
أُعطي الله عهدًا لئن شاكت خالد شوكةً لأضربنّ عنقك فخلّ سبيله بثَقَله وعياله. فأتى الشام فلم يزل مقيمًا بالشام يغزو الصوائف حتى مات هشام.
وقال غير الهيثم: كانت ولاية خالد العراق في شوال سنة خمس ومائة، ثُمَّ عزل في جمادى الأولى سنة عشرين، وقد قدم عليه يوسف واسطًا فحبسه بها ثم شخص إلى الحيرة، فلم يزل خالد محبوسًا بالحيرة ثَمانية عشر شهرًا، وحبس معه أخوه إسماعيل بن عبد الله، وابنه يزيد بن خالد، وابن أخيه المنذر بن أسد بن عبد الله.
واستأذنَ يوسف في البسط على خالد، فلم يأذن له هشام حتى ألحّ عليه بالرسل، واعتلّ بانكسار الخراج لما صار إليه وعماله منه، فأذن له فيه مرة واحدة، وبعث حرسيًا يشهد ذلك، وحلف لئن أتى على خالد أجله وهو في يده ليقتلنه، فدعا به يوسف وجلسَ على دكان بالحيرة، وحضر الناس وبسط عليه فلم يكلمه خالد حتى شتمه يوسف وقال: يا بن الكاهن- يعني

الصفحة 102