كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

القاسم بن محمد بن القاسم البصرة
فانحدر إليها من واسط وكان واليًا عليها، وأقامَ على البصرة خَمس سنين وأشهرًا فاتخذ في مصلى البصرة بستانًا، واتخذ حوضين وبنى عليهما صومعة فكان يأمر بالحوضين في يومي العيدين فيملآن ماء يصب فيهما ألفا رواية، فإذا صلى وجلس في الجنيدة وضعت الآنية فيشرب الناس، وأقامَ مكانه حتى يخف الزحام، ثم يأتي دار الإمارة.
قالوا: وكتب يوسف إلى القاسم يأمره أن ينتخب له رجالا يجعلهم أمناء على عماله، فانتخبَ رجالا كانوا يُدعونَ القُصّاص لأنهم يقصّونَ أثر العمال، منهم: مطر بن فيل، والحارث الأحول فوجههم في أعماله فأما مطر بن فيل فامتنعَ من العمل فقال له يوسف: ما بالك لا تعمل؟ قال:
لا أصلح للعمل. قال: ولِمَ؟ أما تعلمت من جباية أبيك؟ قال: مات وأنا صغير. فقال: والله لأضربنّك ثم لأحبسنّك ثم لأولينّك. فضربه وحبسه فعُمل له بالشام حتى كُتب إلى يوسف فأطلقه. وقال القاسم بن محمد بعد ذلك بيتًا لم يقل قط غيره:
نقمتَ الجور مني في زماني ... فكيف تراهُ يا مطر بن فيل
وقال الشاعر:
عُذْ بالأمير إذا خشيت ظلامةً ... بالقاسم بن محمد بن القاسم
وقال حمزة بن بيض:
وأمتعنا بالقاسم بن محمد ... أميرًا وزاد الله في عمره عمرا
فلا خيرَ في الدنيا إذا لم يكن بها ... أميرٌ عقيلي يشبّهه البدرا

الصفحة 124