كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

إن الخلافة كائن أسبابها ... بعد الوليد إلى ابن أم حكيم
فكان خالد بن عبد الله القسري يقول: أنا بريء من خليفة يُكنى أبا شاكر. فبلغ مسلمة قول خالد، فلما مات أسد بن عبد الله أخو خالد كتب إليه مسلمة:
أراحَ من خالد وأهلكه ... رب أراح العباد من أسد
أما أبوه فكان مؤتشبًا ... عبدًا لئيمًا لأعبد فقد
والبيتان لابن نوفل قالهما حين مات أسد، فلما قرأ خالد البيتين قال:
ما رأيتُ كاليوم تعزية أعجب.
المدائني عن أبي محمد القرشي قال: كان هشام يعيب الوليد ويتنقصه فدخل عليه يومًا وعنده جَماعة من بني مروان، وكانوا يعيبونَ الوليد قبل دخوله فيقولون: هو أحمق، فقال له العباس بن الوليد بن عبد الملك: يا أبا العباس كيف حبك للروميات فإن أباكَ كان معجبًا بهن، قال: إني لأحبهن، وكيف لا أحبُ من لا يزالُ يأتي بِمثلك- وأم العباس رومية- فقال: لست بالفحل يجيء عسبه بِمثلي. فقال له الوليد: يا بن البظراء.
فقال العباس: يا وليد أتفخرُ عليّ بما قطع من بظر أمك؟.
وقال هشام للوليد يومًا: ما شرابك؟. قال: شرابك يا أمير المؤمنين، وقام مغضبًا فقال هشام: هذا الذي يزعمونَ أنه أحمق، ما هو بأحمق ولكني أظنه على غير الملة.
المدائني عن أبي محمد القرشي قال: دخل الوليد يومًا مجلس هشام وفيه: سعيد بن هشام بن عبد الملك، وإبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، خال هشام بن عبد الملك، وأبو الزبير مولى بني مروان، ولم

الصفحة 131