كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

يكن هشام بن عبد الملك حاضرًا في المجلس فأقبلَ على سعيد بن هشام فقال: من أنتَ؟ - وهو يعرفه-، فقال: سعيد ابن أمير المؤمنين. فقال:
مرحبًا بك، ثم قال لأبي الزبير: من أنت؟. قال: أبو الزبير. قال:
نسطاس، مرحبًا بك. ثم قال لإبراهيم بن هشام: من أنت؟. قال:
إبراهيم بن هشام. قال: من إبراهيم بن هشام؟ - وهو يعرفه-. قال:
إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي. قال: ومن إسماعيل المخزومي؟. قال: أنا الذي لم يكن أبوك يرى أنه في شيء حتى زوجّه أبي.
قال: يا بن اللخناء. وإئتخذا [1] وأقبل هشام فقيل: أمير المؤمنين، فكفا وجلسا ودخل، فما كاد الوليد يتزحزح عن صدر المجلس، فزحل قليلا وجلس هشام فقال: كيف أنت يا وليد؟ قال: صالِح. قال: ما فعلت بَرابِطُك؟ قال: معلمة. قال: فكيف ندماؤك؟ قال: لعنهم الله إن كانوا شرا من جلسائك. وقام فقال هشام، يا بن اللخناء جؤوا في عنقه. فلم يفعلوا ودفعوهُ دفعًا رفيقًا، فقال الوليد:
أنا ابن أبي العاصي وعثمان والدي ... ومروان جدي ذو الفعال وعامر
أنا ابن عظيم القريتين وعزّها ... ثقيف وفهر والرجال الأكابر
نبيّ الهدى خالي ومن يك خاله ... نبي الهدى يعلو الورى في المفاخر [2]
وقال أيضًا:
أنا الوليد أبو العباس قد علمت ... علياء مَعْد مدى ذكري وأقدامي [3]
__________
[1] يقال: ائتخذوا: أخذ بعضهم بعضا. القاموس.
[2] شعر الوليد بن يزيد ص 60- 61.
[3] بالأصل: «وأقداري» وهو تصحيف قوّم من شعر الوليد بن يزيد ص 115.

الصفحة 132