كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

إني لدى الذروة العلياء إن نُسبوا ... مقابل بين أخوالي وأعمامي
بنى لي المجد بانٍ غير مدرك ... على منار مضيئات وأعلام
خلقت من جوهر الأعياص قد علموا ... في باذخ مَشْمَخِرِّ العزّ قَمْقام
صعب المرام يناغي النجم مطلعه ... يسمو إلى فرع مجدٍ شامخٍ سامِ
قالوا: فلما كثر عيب هشام للوليد وتعبّثه به وبأصحابه وخاصته، خرج في جَماعة منهم فنزل بالأزرق بين أرض بلقين وفزارة، وخلّف بالرصافة كاتبه عياض بن مسلم مولى عبد الملك، وأمره أن يكتب إليه بِمَا يحدث قبله.
قالوا: وكان سَعِيد بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْن حسان بْن ثابت الأنصاري وفد على هشام، وكان غلامًا وضيء الوجه فجعل يختلف إِلَى عَبْد الصمد بْن عَبْدِ الأَعْلَى الشيباني مؤدب الوليد بن يزيد [1] بسبب الأدب، فراوده عبد الصمد بن علي عن نفسه فأتى باب هشام فأذن له فدخل مغضبًا فَقَالَ:
إنه والله لولا أَنْتَ لَمْ ... ينجُ مني سالِمًا عبدُ الصمد
قَالَ هِشَام: ولَم ذاك؟. قَالَ:
إنه قَدْ رام مني خطة ... لَمْ يَرُمْهَا قبله مني أحد
فَهُوَ فيما كان منه كالذي ... يَتَبَغَّى الصيدَ في خيس الأسد
فأساء هشام القول في عبد الصمد وَهَمّ به ثم أمسك.
قالوا: وكان عبد الصمد بن عبد الأعلى عند الوليد وهم يشربونَ، فقال عبد الصمد:
__________
[1] بالأصل: «عبد الملك» وهو تصحيف صوابه ما أثبتناه مما تقدم.

الصفحة 133