كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

فقال له عبد الصمد بن عبد الأعلى وهو بعد عنده، وليث وغيرهما من أصحابه: ما ترجو بها وقد ردك أبوها عنها، وسيزوجك إذا مات هشام فقال:
يعزيني أبو وهب وليث ... ويعذل مالك وأبو ركين
فقلت لَهم كلامكُم محالٌ ... دعوني من كلامكم دعوني [1]
وقال أبو اليقظان: خرج الوليد إلى فُدَين [2] ومنزل سعيد بن خالد بفدين، فرأى رجلا يبيع الزيت قريبًا من منزل سعيد فأخذ ثيابه ولبسها، وساق حمار الزيت حتى أدخله قصر سعيد، وهو ينادي: من يشتري الزيت. فخرج الجواري فنظرن فقالت جارية منهنّ لسلمى: يا سيدتي ما رأيتُ إنسانًا أشبه بالوليد من هذا الزيات ابن الخبيثة، انظري إليه، فاطلَعَتْ سلمى فقالت للجارية: ويحك هو والله الوليد، قد والله رآني فقولي له يا زيات أخرج لا نريد زيتك. فخرج وقد لمحها وقال:
إنني أبصرتُ شخصًا ... حَسَنَ الوجه مليح
لابسًا أثواب سوءٍ ... مِن عَبَاءٍ ومُسُوح
وأبيع الزيت بيعًا ... خاسرًا غير ربيح [3]
وبلغه أنها خرجت في يوم عيد فقال:
__________
[1] شعر الوليد ص 122.
[2] الفدين قرية من أرض حوران. معجم البلدان، وفي جبل العرب مجموعة تلال اسمها الفدين في منطقة شهبا على بعد 20 كم إلى الشمال الشرقي من بلدة الصورة الصغيرة. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.
[3] شعر الوليد ص 36.

الصفحة 139