كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

وقال أيضًا:
أنا ابن يزيد بن عبد الملك ... وجدي مروان لا أم لك
فكيف إذا ما ملكت البلاد ... وقمت خطيبًا على منبرك
فَبَخّ بخٍ بخ ما أكرمك ... وبخٍّ بَخٍ بَخ ما أفخرك [1]
وقال أيضًا:
من لقلب أمسى كئيبًا حزينًا ... مستهامًا بين اللهى والتراقي
أمّ سَلَّام ما ذكرتك إلا ... شَرَقَتْ بالدموع مني المآقي
حذرا أن تبين لي دار سلمى ... وتجيء الدنيا لها بفراق [2]
وقال أيضًا:
نام من كان خليًا من ألم ... ولقد بتّ شجيًا لم أنم
احكمي في الوصل إذ وليته ... ليس قتل النفس من عدل الحكم
أرقب النجم كأني مسند ... بأكف القوم تغشاني الظُّلَم [3]
قالوا: ولم يزل الوليد مقيمًا بالأزرق في البرية حتى مات هشام، فلمّا كان غداة اليوم الذي جاءته فيه الخلافة أرسلَ إلى المنذر بن أبي عمرو فأتاهُ فقال له: يا أبا الزبير ما أتت عليّ ليلة مذ عقلتُ أطول من ليلتي هذه، ما زلت في هموم وحديث نفس واغتمام بأمر هذا الرجل الذي قد أولع بي- يعني هشاما-
__________
[1] شعر الوليد ص 85.
[2] شعر الوليد ص 83. ورواية الأغاني للبيت الثالث ج 7 ص 84:
حذرا أن تبين دار سليمى ... أو يصبح الداعي لها بفراق
أقوم وزنا.
[3] شعر الوليد ص 108.

الصفحة 142