كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

فتركناهُ ولولا حبكم ... فاعلمي ذاك لقد كان ذُبِحْ
أنت يا ظبي طليقٌ آمِنٌ ... فَاغْدُ في الغزلانِ مسرورًا وَرُحْ [1]
وقال الهيثم بن عدي: سمي الوليد البيطار لأنه كان يصيدُ الحمر الوحشية فيسمها بالوليد ثم يخلّيها فوجدت في أيام أبي العباس السفاح والمنصور حمر موسومة باسمه.
وكان يحب دخول الحيرة والكوفة فخرج كالمتبدي، ثم أتى الكوفة فنادم شراعة بن أبي الزندبوذ، ومطيع بن إياس، وحماد الراوية، وحَمّاد عجرد وبعضُ آل أبي معيط، وقال يومًا لشراعة: أسألكَ عن الأشربة فقال: سل يا أمير المؤمنين. قال: ما تقول في الماء؟ قال: الحياةُ ويشركن فيه البقر والحمير والكلاب. قال: فاللبن؟ قال: ما رأيتُه قط إلا ذكرتُ ثدي أمي. قال: فنبيذُ التمر؟ قال: نبيذ الباعة والمهان ومن لا خلاقَ له، قال: فنبيذُ السكر؟ قال: الخمرة المنتنة. قال: فنبيذُ الزبيب والعسل؟
قال: «مرعى ولا كالسعدان [2] » . قال: فالخمرُ؟ قال: وَاهًا لَهَا، تلك صديقة روحي وحياة نفسي. قال: فعلى أي الوجوه تُحب أن تشربها؟ قال:
على وجه السماء.
ويُقال إنه لم يخرج إلى الكوفة ولكن أشخص ظرفاؤها إليه، وكان فيهم شراعة بن أبي الزندبوذ.
__________
[1] شعر الوليد ص 35.
[2] السعدان: نبت من أفضل مراعي الإبل، ومنه «مرعى ولا كالسعدان» وله شوك تشبه به حلمة الثدي. القاموس.

الصفحة 152