كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

أنت ابن مُسْلَنْطح [1] البطاح ... ولم نطرق عليك الحبيّ [2] والولج [3]
فرضي عنه.
المدائني قال: قدم الأحوص بن محمد الشاعر، ومعبد على الوليد فنزلا في بعض طريقهما على غدير وجارية تستقي منه فزلقت فانكسرت جرّتها فجلست تُغني:
يا بيت عاتكة الذي أَتَغزّلُ ... حذر العِدى وبه الفؤاد موكّلُ
إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسمًا إليك مع الصدود لأَمْيَلُ [4]
فقالا لها: لِمن أنت يا جارية؟ قالت: كنتُ بالمدينة لآل الوليد فاشتراني مولاي وهو من آل الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، قالا:
فلمن الشعر؟ قالت: سمعتُ أهل المدينة يقولون أن الشعر للأحوص، والغناء لِمعبد. فقال معبد للأحوص: قل في هذا شيئًا أغني به فقال:
إن زين الغدير من كسر الجر ... وغنى غناء فحل مجيد
قلتُ من أنت يا ظعين فقالت ... كنتُ فيما مضى لآل الوليد
ثم صرت بعد عزّ قريش ... في بني عامر لآل الوحيد
وغنائي لِمعبدٍ ونشيدي ... لفتى الناس أحوصِ الصنديد
فتضاحكْتُ ثم قلتُ أنا الأحوص ... والشيخ معبد فأعيدي
__________
[1] المسلنطح: الفضاء الواسع. القاموس.
[2] الحبيّ: السحاب يشرف من الأفق على الأرض، أو الذي بعضه فوق بعض.
[3] الولج: النواحي والأزقة. القاموس.
[4] شعر الأحوص الأنصاري ص 207- 208.

الصفحة 157