كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

فأعادتْ فأحسنت ثم ولَّت ... تتهادى فقلتُ أمَّ سعيد
يعجز المال عنك ولكن ... أنتِ في ذمة الإمام الوليد [1]
أم سعيد هَوًى كانت للأحوص بالمدينة، فلما قدما على الوليد غناهُ معبد بهذا الشعر وحدثاهُ الحديث.
وقال أشعب: قال لي الوليد: أما ترى خالي، كأن المحاجم بين عينيه، فإن أضحكْتَهُ فاحتِكم. فقلتُ: أخذني بطني مرة فخرجتُ فإذا الدنيا فسطاط واحد، فذكرتُ قول نبطي مرةً، قال: من حكمة فارس، إذا أخذك بطنك فَشُدَّ على لسانك، فإن لم يسكن فشد على فخذيك، فإن جاءك أكثر من ذاك فانتف من شعر أستك شعرتين أو ثلاثًا ففعلتُ ذلك فارتفعَ. فضحك وقال: أتفعلُ ذلك وأنت محرم؟ قلت: نعم. فضحك وأخذت الجائزة.
قالوا: وأرسلَ الوليد إلى البصرة فحمل إليه الهيثم القارئ:
وعبد الله بن عمر البكراوي فاستقرأ الهيثم فقرأ، ثم قال: غنني. فقال:
الغناء شيء قد نسيته.
المدائني عن العلاء بن المغيرة قال: قلتُ للوليد: إني أريدُ العراق أفلكَ حاجة يا أمير المؤمنين؟ قال: بَرْبَط من صنعة زربي.
قال: وكان محمد بن سليمان بن عبد الملك من أضرب الناس وأحسنهم صوتًا وغناء، فكان يدخل على الوليد فيغنيه.
__________
[1] شعر الأحوص ص 389 حيث أبدى المحقق شكوكه حول صحة الرواية.

الصفحة 158