كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

واحتزّ أبو علاقة القضاعي رأسه وأخذ عقبًا فخاطَ الضربة التي في وجهه وحمل الرأس إلى يزيد بن الوليد روح بن مقبل، وقال: أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الوليد الفاسق، وكان يزيد يتغدى فسجد ومن كان معه، وأخذ يزيد بن عنبسة بيد يزيد بن الوليد وقال: قم يا أمير المؤمنين وابشر بنصر الله وصنعه، فاختلج يزيد يده من كفه وقال: اللهم إن كان هذا الأمر لك رضًى فسددني ووفقني.
قالوا: وكان على ميسرة الوليد بن يزيد الوليد بن خالد أخي الأبرش الكلبي في بني عامر، وكانت بنو عامر ميمنة عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فلم تقاتل الميسرة والميمنة، ومالوا جَميعًا إلى عبد العزيز، وقال بعضهم: رأيتُ خدم الوليد وحشمه يأخذونَ بأيدي الرجال فيدخلونَهم عليه.
وقال الهيثم بن عدي: خرج الوليد وعليه قباء خز وقد تحزّم بريطة، فأتاهُ قوم من أهل حمص ينصرونه، عليهم عبد الرحمن بن أبي الجنوب البهراني، وأتاهُ بنو سليم بن كيسان صاحب باب كيسان بدمشق في ستة عشر فارسًا، وتلقاهُ بنو النعمان بن بشير الأنصاري في فوارس، ثم صار إلى الخبراء فضاق العلف على أصحابه، فاشترى زرع القرية فقالوا له:
لا حاجة لنا في البقل إنما تسترخي عليه دوابنا وتضعف، أعطنا دراهم.
وأُخبر بإقبال عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك من قبل يزيد الناقص، فلم يكترث لذلك، وكان العباس بن الوليد قد أقبل يريد الوليد كراهة لنقض بيعته فوجه إليه عبد العزيز فحازه إليه.

الصفحة 179