كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

لله قومًا شاركوا فِي دمائنا ... وكنا لَهُمْ عونًا عَلَى العثراتِ
فجاهرنا بالغش عَمْرو بْن مسلم ... وأوقد نارًا صاحب البكرات [1]
وقال الفرزدق:
يا لتميمٍ ألا لله أمكم ... لقد رُميتم بإحدى المصمئلات
[2]
واستشعروا بثبات الذل واغتربوا ... إن لم تروعوا بني أفصى بغارات
أَوْ تقتلوا بفتى الفتيان قاتله ... وتقتلوا بصعيد غير أشتات
لله در فتى راحوا بِهِ أصلا ... مهشم الوجه مهشوم الثنيات [3]
فخرجت رجال تَميم وخرجت عاتكة بنت الملاءة امرأة عمر فدخلت على امرأة هشام، فجعلت لا ترى معها شيئًا حسنًا من جارية أو غيرها إلا قالت: ما أحسن هذا، فتقول: هو لك، فلما جهدت وجهد القومُ نزلوا على عثمان بن حيان المري.
قالت ابنة الملاءة: فأتيناهُ وهو في مزرعة له فشكونا إليه أمرنا، فقال: قد والله بلغنا أمركم فساءنا وأحفظنا، ولبس ثيابه ثم أقبلَ معنا إلى هشام وكان لا يُحجب عنه، وأَطَفْنَا به، فصاح عثمان: قبح الله طاعة لا تُعرف لأهلها، ونصيحة لا تُشكر لِمن عُرف بها، فأسمع هشامًا فخرج الخدم يقولون: من هذا؟ فقيلّ عثمان بن حيان. فدخلوا فأعلموا هشامًا ثم خرجوا إليه فقالوا: ليدخل عثمان، فدخلَ فأعلم هشامًا وكلمه فقال
__________
[1] ديوان الفرزدق ج 1 ص 116.
[2] المصمئلات: الدواهي.
[3] ديوان الفرزدق ج 1 ص 107- 108 مع فوارق.

الصفحة 42