كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

الْمَدَائِنِي عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَ: أَقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزبير حضر [1] فرسه فركض حتى أعيى فَرَسَهُ، ثُمَّ رَمَى بِالسَّوْطِ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر قالت: تزوجني الزبير وماله فِي الأَرْضِ مَالٌ وَلا مَمْلُوكٌ وَلا شَيْءٌ غَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُهُ وَأَكْفِيهِ مُؤْنَتَهُ وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ [2] ، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ الْخَبْزَ فَكُنَّ جَارَاتِي مِنَ الأَنْصَارِ يَخْبِزْنَ لِي، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ، قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَعَلَى رَأْسِي نَوًى فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: إِخْ إِخْ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، قَالَتْ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، قَالَتْ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ أَغْيَرَ النَّاسِ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى، فَأَخْبَرْتُ الزُّبَيْر بِمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِاسْتِحْيَائِي مِنْهُ، وَقُلْتُ: عَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: أَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَغَارُ، وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكَ مَعَهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةُ الْفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُوسَى أنبا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنِي شَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ.
قَالَ قُرَّةُ بْنُ الْحَارِثِ: كُنْتُ مَعَ الأَحْنَفِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَكَانَ جَوْنُ بْنُ قَتَادَةَ ابْنَ عَمِّي مَعَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَحَدَّثَنِي جَوْنٌ قَالَ: كُنْتُ مع الزبير فجاء
__________
[1] الحضر: ارتفاع الفرس في عدوه. القاموس.
[2] الغرب: الراوية، والدلو العظيمة. القاموس.

الصفحة 428