كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ قَالَ: قَالَ مالك بن أسماء المنى- وهي أمه-: أنا أغضب معاوية واستجعل عَلَى ذلك جعلا فأتى معاوية، وقد حضر الموسم، فقالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَشْبَهَ عَيْنَيْكَ بِعَيْنَيْ أمك هند فقال: تانكَ عينان طالما أعجبتا أبا سُفْيَان فانظر ما أعطيت فخذه ولا تجعلنا متجرًا لك، فقال له رجل من قريش: لك مِثْلا جُعلك إن قلت لعمرو بن الزبير كَمَا قُلْتَ لِمُعَاوِيَةَ، وَكَانَ عَمْرٌو ذَا نَخْوَةٍ وكبر فَقَالَ لَهُ: مَا أَشْبَهَكَ بِأُمِّكَ يَا عَمْرُو، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ حَتَّى مَاتَ، فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ إلى أمه بديته وَقَالَ:
أَلا قُلْ لأَسْمَاءَ الْمُنَى أُمِّ مَالِكٍ ... فإني لعمرو الله أقتلت مالكا
يقول: عرضته للقتل بحلمي عنه.
ولعمرو بن الزبير عقب، وَفِي ابنه عَمْرو بن (عَمْرو بن) الزبير يقول الشاعر:
لو أن اللؤم كَانَ مع الثريا ... تناول رأسَها عَمْرو بن عَمْرو
وقتل من قتل من ولد الزبير، وقتل العوام، وقتل خويلد، وقال الشاعر فِي قتل العوام يوم الفجار:
وعَوّامًا تركناه صريعًا ... عَلَى إثر الفوارس بالغريف [1]

وأمّا عروة بن الزبير
ويُكنى أبا عَبْد الله، وكان فقيهًا فاضلا، وقال لعبد الملك حين كتب الحجاج إليه فِي حمله، فأمره عَبْد الملك بذلك: ليس الذليل من قتلتموه، ولكنه من ملكتموه فلما قَالَ هذا القول استحيى عَبْد الملك فلم يهجه، وكتب إلى الحجاج: «أمسك عَن ذكر عروة، فما لك عليه سبيل» .
__________
[1] من أجل الغريف، انظر صفة جزيرة العرب للهمداني- ط 1974 ص 290.

الصفحة 441