كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

قالوا: وكتب خالد إلى بلال بعهده على البصرة، وولاه القضاء، فولى بلال الأحداث عبد الأعلى من الأزد، وكان بلال يقضي بين الناس وهو أمير، فقال رؤبة بن العجاج:
بلال يا بن الشرف الأمحاض ... والثابت النعل على الإدحاض
أنت ابن كل سند فياض ... وأنت يا بن القاضيين قاض
معتزم على الطريق ماض [1]
وكان ثَمامة موضحًا [2] وكان مُخِلطًا استعدته امرأة على رجل ولم تقم البينة، فأراد إحلافه فقالت المرأة: إنه رجل سوء يحلف ليذهب حقي، ولكن استحلف إسحاق بن سويد فإنه جاره، فأرسل إلى إسحاق بن سويد ليستحلفه فقال خلف بن خليفة الأقطع يذكر بلالا:
وكنا قبل مقدمه علينا ... من الشيخ المولع في بلاء
يعني ثمامة بن أنس.
ومدح بلالا رؤبة، وذو الرمة، وكان رؤبة بخيلا، فقال رؤبة لبلال: علام تعطني؟ فقال ذا الرمة: والله ما يمدحك إلا بِمقطعاتنا هذه، يعمد إليها فيوصلها ثم يمدحك بها، فقال: لو لم أعطه إلا على تأليفها لأعطيته.
المدائني قال: بثق بلال نَهر معقل في الفيض، واحتفر نَهر بلال، وبنى عليه الحوانيت، ونقل إليه السوق وجعله ليزيد بن خالد القسري، ومدحه الفرزدق، فمن شعره:
__________
[1] ديوان رؤبة بن العجاج ص 81، 83 مع فوارق.
[2] الوضح: البرص. والمخلط: الذي فيه حمق. القاموس.

الصفحة 49