كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

ذكرتني وتركت ابن عمك الذي يقرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالون، ويُقال لحضجت بها حضجات [1] أبي شيخ.
وقال العريان بن الهيثم لبلال بن أبي بردة إنه ليريبني بياض راحتيك، ورَوْح قدميك، وانتشار منخريك، وجعودة شعرك- يُعرض له بالزنجية- فقال بلال: إني لأكرهُ أن أجعل أبا موسى ندًّا للأسود، وأبا بردة ندًّا للهيثم ونفسي ندًّا لك، ثم تمثّل:
أنا مسكين لمن يعرفني ... ولِمن ينكرني جد نطق
لا أبيع الناس عرضي إنني ... لو أبيعُ الناس عرضي لنفق
قالوا: ودخل مسلم بن الشمردل الباهلي على بلال فتربع، فقال له بلال: جلست جلسة بغي، فقال له مسلم: وإنك بجلوسهن لعالم.
فقال: يا بن اللخناء.
وقال أبو نوفل لبلال:
أبلال إني رابني من أمركم ... قولٌ تَزَيِّنُهُ وفعل مُنْكَرُ
ما لي أراكَ إذا أردت خيانةً ... جَعَلَ السجودُ بِحُرِّ وجهك يظهر
متخشعًا طبًّا بكل عظيمةٍ ... تتلو القران وأنت ذئب أغبر
وقال الجارود بن أبي سبرة لبلال: أتدري ما قال حارثة بن بدر لعبد الرحمن بن أم الحكم؟ قال: ما قال له؟. قال: قال:
نَهَارُهُ فِي قَضَايَا غَيْرِ عَادِلَةٍ ... وَلَيْلُهُ فِي هوى سعد بن عباد
__________
[1] التحضيج شبه التضجيع في الكلام المبتدإ، والاضجاع في القوافي كالاكفاء أو الإقواء، وفي الحركات: كالإمالة والخفض. القاموس.

الصفحة 53