كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

اثنين. قال: وما ذاك؟ قال: مات ابني. قال: ذاك مالا أقدرُ على منعه. قال:
فَدِيَتُهُ تدفعها إليّ. قال: نعم. فدفع إليه دية فقال:
سننت من الموت الوداء ولم يكن ... مقاديره يودي لحيٍّ مثيلها
فما سنّها من حميري متوج ... ولا مِنْ مَعَدٍّ حيث يلقى فضولها
وقال الكميت ليوسف بن عمر:
حلفتُ بربّ البيت ما أم خالدٍ ... بأمك إذ أصواتنا الهالُ والهبُ
وإذ خالد يستطعم الماء قائمًا ... يرى الحرب والداعي إلى الموت يَنْعَبُ [1]
وهجاهُ زياد الأعجم فقال:
لعمرك ما أدري وإني لسائل ... أمختونة من بظرها أم خالد
فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها ... فما خُتنت إلا ومَصّان قاعد
[2] المدائني قال: لَمَّا أتى رسول هشام خالد بن عبد الله لتوليه العراق قال:
رويدًا يجفّ قميصي، فقال الرسول: انطلق أيها الرجل فإنك تدعى إلى قمص كثيرة.
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ حَمّاد بن سعيد الصنعاني عن زياد بن عبيد الله قال: أتيتُ الشام فبينا أنا على باب هشام إذ خرج رجلٌ من عند هشام فقال: من أنت يافتى؟ قلت: رجل من أهل اليمن، أنا زِيَاد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْدِ اللَّهِ الحارثي. فتبسم وقال: قم معي، ثم قال لي: قل لأصحابي- وأشار إليهم-: إن أمير المؤمنين ولاني وأمرني بالمسير ووكل بي من يزعجني، قلت: من أنت رحمك الله؟. قال: خالد بن عبد الله القسري. ثم
__________
[1] شعر الكميت ج 1 ص 85- 86.
[2] شعر زياد بن الأعجم ص 16- 17.

الصفحة 61