كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

على ذلك، فكتب إليه: ابنها لَهم فلعنة الله عليهم إن كانوا شرًّا منهم دينًا، فبنى بيعة في اللبادين فقال الفرزدق.
بنى بيعة فيها الصليبُ لأمه ... وتهدم للبيعات فينا المساجد [1]
وحفر خالد النهر المعروف بالمبارك فقال الفرزدق، ويُقال الموج التغلبي:
كأنك بالمبارك بعد شهر ... تَخوضُ غموره بقع الكلاب
كذبت خليفة الرحمن عنه ... وسوف يرى الكذوبَ جزا الثواب [2]
وقال الفرزدق في شعر له:
أعطى خليفته بقوة خَالِد ... نَهرًا يفيضُ له عَلَى الأنهار
أن المبارك كاسمه يسقى به ... حرث السواد وناعم الْجَبَّارِ
وكأن دجلة حين أقبلَ مَدّها ... ناب نمد له بحبل قطار
إن كان أجرى ماء دجلة خالدٌ ... فلطالما أَعْيَتْ على الإجرار
يا دجل كنت عزيزة فيما مضى ... حتى أصابك خالد بصغار
[3] وكتب خالد إلى هشام يستأمرهُ في عمل منظرة عَلَى دجلة، فكتب إليه هِشَام: لو كان هذا ممكنًا لسبق الفرس إليه: فراجعه فكتبَ إليه هشام: إن تيقنت أنها تتم فاعملها. فعملها فلم يلبث أن قطعها الماء فأغرمه هِشَام ما أنفق عليها.
__________
[1] ديوان الفرزدق ج 1 ص 160 مع فوارق.
[2] ليسا في ديوان الفرزدق.
[3] ديوان الفرزدق ج 1 ص 269 مع فوارق.

الصفحة 64