كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

وأتت امرأة من بني قشير خالدًا فمثلت بين يديه فقالت:
إليك يابن السادة الأماجد ... يعمد في الحاجات كل عامد
أشبهت يا خالد خير والد ... أشبهت عبد الله في المحامد
فالناس بين صادر ووارد ... مثل حجيج البيت نحو خالد
ليس طريف المجد مثل التالد
فقال لها خالد: من أنت؟. قالت: امرأة أكبَّ عليها الزمان فلم يدع لَها سبدًا ولا لبدًا ولا صافنًا ولا ماهنًا. فقيل لها: هل لك أن يتزوجك الأمير؟. قالت: والله لئن فقدتُ نشبًا ما فقدتُ حسبًا وما كنتُ لأتزوج دعيًّا، وإن كان مثريًا غنيًا.
الهيثم بن عدي قال: ألقيت بين يدي خالد تراسٌ فقال لِمن عنده:
اغمزوها أيها أصلب. فغمز رجل منهم يُقال له عامر ترسا فضرط، فقال خالد: ما على رجل أمر رجلا بأمر فأضرطه؟. قالوا: أربعون درهمًا. فأمر له خالد بأربعين ألف درهم فقال شاعر من بني تَميم:
أيضرط عامر من غمز ترس ... فيحبوه الأمير بها بدورا
فيا لَك ضرطة عادت بخير ... ويا لك ضرطة أغنت فقيرا
فَوَدَّ القوم لو ضرطوا جَميعًا ... فنالوا من عطيته عَشيرا
أتقبل ضارطًا ألفًا بألفٍ ... فَتَرخِصُ أصلح الله الأميرا
فقال: خالد: ما سررنا بواحدة لما جاءتنا فما حاجتنا إلى ألف. أعطوهُ ألفي درهم. وقد قيل إن هذا كان عند بشر بن مروان، وهو الثبت.
وقال بعضهم:
أيقبضُ أربعين معًا ألوفًا ... لقد أُعطي بضرطته كثيرا

الصفحة 68