كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

قد أمرنا لك في دارك بواسط بمائة ألف درهم وفي دارك بالكوفة بخمسين ألفًا.
المدائني وعبد الله بن صالِح قالا: قال خالد بن عبد الله يعرض بعَنَبَة بن عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث بْن هشام المخزومي، وكان عَنَبَة يستدين: إن الرجل لا يزال يستدين في ماله حتى إذا أنفده استدانَ في دينه.
فقال عَنَبَة: إن الرجل يكون ماله أكثر من مروءته فيبقى له ماله، وتكون مروءته أكثر من ماله فيفنى ماله وتبقى له مروءته، فقال خالد: صدقت وإنك لمنهم.
قال عبد الله بن صالِح: أراد عبد الرحمن بن عَنْبَسَة بناء داره بظاهر الكوفة، فركب معه خالد بن عبد الله القسري ومع خالد: العُرْيَان بن الهيثم، وهو يومئذٍ على شرطة خالد فجعل خالد يطوف ويقول: قدّم الحبل أيها الغلام، فيقول العريان: أنشدكَ الله أن تضيق على أحيائنا وأمواتنا.
فقال عبد الرحمن بن عنبسة: اسكت فو الله ما أنطقك إلا السيف الذي قلدناك. فقال العريان: بل سيف عمي الذي أخرج به أباك حتى ألحقه بالمدينة قال: أما والله لأَبْشُرَنَّكَ بشر الأديم، فقال: شفرتُك أَكَلُّ من ذاك.
فقام إسماعيل بن واسط البجلي فقال: يا عريان، أترفع صوتك على صاحب الأمير؟ فقال: اسكت.
يا مالكُ بن مالك بن سيف ... ذميم يجهل حقَّ الضيف
سلح حباري سلحت في صيف

الصفحة 70