كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

وقال أيضًا:
هل أنتَ يا عُريان وَيْحَكَ مُخْبِري ... بأبيكَ دُونَ الهيثم بن الأسودِ
وله فيه شعر أيضًا. فحلف العريان ليضربنّه حتى يسلح من سوط أو أكثر، فلم بزل يحتال له حتى أتي به، وقد كان صار إلى مسلمة بن هشام، وبلغ ابن نوفل يمينه فضربه فجعل يقول: قد فعلت، فقال العريان: لا والله أو يفضح بها، فافتضحَ فقال: قد خريت أو قال قد سلحتُ فقال العريان:
محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
وقال العريان:
تَيَمَّمْ حميرًا واترك ثقيفا ... فهم جلدوك يوم الدار حدّ
فلمّا أنْ جُلدتَ وكنت فَسْلًا ... سلحتَ ولم تَجد من ذاك بُدَّا
قالوا: وأرسلَ بلال عون بن عبيد وآخر من أصحابه إلى هنادة بنت عيينة بن أسماء بن خارجة يخطبانها فقالت: والله ما كنت لأتزوج رجلا أنتما خِدناه وأليفاه من هذا المصر.
وهجا ابن نوفل خالدًا بصحبته عون هذا فقال:
ولو كنت عونيًا لأدنيت مجلسي ... إليكَ أخا قيسٍ ولكنني فَحْلُ
رأيتك تُدنى ناشئًا ذا عجيزة ... يحجر عينيه وحاجبه الكحل
فو الله ما أدري إذا ما خلوتما ... وأُرْخِيَت الأستار أَيّكُما البَعْلُ
أأنت الذي يعلو عليك إذا خلا ... بك الأقمر المولى أمَ أَنت الذي تعلو

الصفحة 72