كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 9)

وقال بعضُ الدهاقين: لك عندي عشرة آلاف ألف، وتبادر الدهاقين حتى حملوها عنه.
المدائني قال: دخل رجلٌ على خالد بن عبد الله فقال: أصلحَ الله الأمير، أكلمك بهيبة الآمل أم بجرأة اليائس؟ قال: بهيبة الآمل، وقضى حوائجه.
حدثني أحمد بن الحارث عن المدائني عن عوانه وأبي إسماعيل الهمداني قالا: كفل ابن بيض الحنفي بهشيم بن صفوان، وجميل بن حمران بألف ألف، فمات هشيم فجلس ابن بيض فكتب إلى أبان بن الوليد:
مستكين بألف ألف أسير ... هالك أو إخال إني مُودِ
لو بعشرين أو ثلاثين حبسي ... كان حبسي بالهين الموجود
فتذكرتُ من لروعات دهرٍ ... ذي بنات بيضٍ وحُمْرٍ وسُود
من لها يا سعيد قال أبان ... فاغتنمها أبان يابن الوليد
فأرادَ أبان أن يكلم خالدًا فيه فوافاهُ، وقد جاءه كتاب منه فيه:
ألم ترَ أني على عَيْلَتي ... تَحَمَّلْتُ للحين حملا ثقيلا
هُشَيْمًا تَحملتُ من شقوتي ... وَثنَّيْتُ بعد هُشيم جَميلا
فأودى هُشيم بِما عنده ... فأورثني ذاك هَمًّا دخيلا
وما بي تفرق أيتامه ... وإن أصبحوا بعد عيش كلولا
ولكن بني الألى عن قليل ... يرونَ أباهم وشيكًا قبيلا
أطعني فإني امرؤ ناصح ... وخذ من فزارة غيري كفيلا
عليك عيينة أو مالكًا ... وقيسًا تَجده وقورًا حمولا
فخذهم جَميعًا بِما عندهم ... فأهل القتيل يلون القتيلا

الصفحة 85