كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 9)

اخرجاه في الصحيح من حديث عبد الرزاق
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من قريظة انه قال هل تدرى عم كان اسلام ثعلبة واسيد ابني سعية واسد بن عبيد نفر من هدل لم يكونوا من بنى قريظة ولا نضير كانوا فوق ذلك فقلت لا قال فانه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له ابن الهيبان فاقام عندنا والله ما رأينا رجلا قط لا يصلى الخمس خيرا منه فقدم علينا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول له يا ابن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول كم نقدم فيقول صاعا من تمر أو مدين من شعير ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه فيستسقى فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة (1) فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه فقال يا معشر يهود ما ترونه اخرجني من ارض الخمر والخمير إلى ارض البؤس والجوع فقلنا انت اعلم فقال انه انما اخرجني اتوقع (1) خروج نبى قد اظل زمانه ، هذه البلاد مهاجره فأتبعه فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود فانه يسفك الدماء ويسبي الذرارى والنساء ممن خالفه فلا يمنعكم ذلك منه - ثم مات فلما كانت تلك الليلة التى افتتحت فيها قريظة قال اولئك الفتية الثلاثة وكانوا شبانا (2) احداثا يا معشر يهود للذى كان ذكر لكم ابن الهيبان قالوا ما هو (3) قالوا بلى والله لهو يا معشر اليهود انه والله لهو لصفته (4) ثم نزلوا فاسلموا وخلوا اموالهم واولادهم واهاليهم قال وكانت اموالهم في الحصن مع المشركين فلما فتح رد ذلك عليهم
- (أخبرنا) أبو على الروذبارى أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عمر بن الخطاب أبو حفص ثنا الفريابى ثنا ابان قال عمر وهو ابن عبد الله بن أبى حازم قال حدثنى عثمان بن أبى حازم عن ابيه عن جده صخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفا فلما ان سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي صلى الله عليه وسلم (فوجد نبى الله صلى الله عليه وسلم - 5) قد انصرف ولم يفتح فجعل صخر حينئذ عهد الله وذمته ان لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه صخر - أما بعد فان ثقيفا قد نزلوا على حكمك يارسول الله ولنا مقبل (6) إليهم وهم في خيل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة جامعة فدعا لاحمس
عشر دعوات الله بارك لاحمس في خيلها ورجالها وأتاه القوم فتكلم المغيرة فقال يارسول الله ان صخرا أخذ عمتى ودخلت فيما دخل فيه المسلمون فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا اسلموا احرزوا دماءهم واموالهم فادفع إلى المغيرة عمته فدفعها إليه وسأل نبى الله صلى الله عليه وسلم ما لبنى سليم قد هربوا عن الاسلام وتركوا ذاك الماء فقال يا نبى الله انزلنيه انا وقومي قال نعم فأنزله واسلم يعنى السلميين فأتوا صخرا فسألوه ان يدفع إليهم الماء فأبى فأتوا نبى الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبى الله اسلمنا وأتينا صخرا ليدفع الينا ماءنا فأبى علينا فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا اسلموا احرزوا اموالهم ودماءهم فادفع إلى القوم ماءهم قال نعم يا نبى الله فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية وأخذه الماء (قال الشيخ) والاستدلال وقع بقوله صلى الله عليه وسلم ان القوم إذا اسلموا احرزوا اموالهم ودماءهم فاما استرداد الماء عن صخر بعد ما ملكه بتمليك رسول الله صلى الله عليه وسلم اياه فانه يشبه ان يكون باستطابة نفسه ولذلك كان يظهر في وجهه اثر الحياء والله اعلم - واما عمة المغيرة فان كانت اسلمت بعد الاخذ فكأنه رأى اسلامها قبل القسمة يحرز مالها ويحتمل ان يكون اسلامها قبل الاخذ والله اعلم - وصخر هذا هو ابن العيلة قاله البخاري عن أبى نعيم عن ابان عن عثمان بن أبى حازم عن صخر بن العيلة لم يقل عن ابيه (وروى) في قصة (رعية السحيمى ما دل عليه ظاهر قصة - 5) عمة المغيرة فانه اسلم ثم قال يارسول الله اهل ومالى قال أما مالك فقد قسم بين المسلمين وأما اهلك فانظر من قدرت عليه منهم
__________
(1) كذا (2) ف - شبابا (3) في السيرة - قالوا ليس به - ح (4) في السيرة - بصفته (5) من ف (6) كذا في النسخ - وفي سنن أبي داود - وأنا مقبل - ح - (*)

الصفحة 114