كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 9)

صاحباه فاصبحت عنده انا وعياش بن أبى ربيعة وحبس عنا هشام وفتن فافتتن المدينة (1) فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة ، قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء اصابهم من الدنيا وكانوا يقولون لانفسهم فانزل الله عز وجل فيهم (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى قوله (مثوى للمتكبرين) قال عمر رضى الله عنه فكتبتها بيدى كتابا ثم بعثت بها إلى هشام فقال هشام بن العاص فلما قدمت على خرجت بها إلى ذى طوى فجعلت اصعد بها واصوب لافهمها فقلت اللهم فهمنيها وفرقت انما انزلت فينا لما كنا نقول في انفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيرى فلحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقتل هشام شهيدا باجنادين في ولاية أبى بكر رضى الله عنه
- (وأخبرنا) أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا اخمد ثنا يونس عن ابن اسحاق حدثنى حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال انزلت هذه الآية فيمن كان يفتن من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة (ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم)
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضى ثنا ابراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبى اياس ثنا ورقاء عن ابن أبى نجيح عن مجاهد قال اسلم عياش بن أبى ربيعة وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه أبو جهل بن هشام وهو اخوه لامه ورجل آخر معه فقال (2) له ان امك تناشدك رحمها وحقها ان ترجع إليها فأقبل معهما فربطاه حتى قدما به مكة فكانا يعذبانه
- (أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد ابن الاعرابي ثنا سعيدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال كان ناس بمكة قد أقروا بالاسلام فلما خرج الناس إلى بدر لم يبق احد الا اخرجوه فقتل اولئك الذين اقروا بالاسلام فنزلت فيهم (ان الذين توفاهم الملئكة ظالمي انفسهم) إلى قوله (وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) حيلة نهوضا إليها وسبيلا طريقا إلى المدينة فكتب المسلمون الذين كانوا بالمدينة إلى
من كان بمكة فلما كتب إليهم خرج ناس ممن اقروا بالاسلام فاتبعهم المشركون فأكرهوهم حتى اعطوهم الفتنة فانزل الله عز وجل فيهم (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان)
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبى اسحاق المزكى قالا أنبأ أبو بكر سهل بن احمد بن زكريا القطان ثنا احمد ابن محمد بن عيسى ثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال سمع الله لمن حمده قبل ان يسجد قال اللهم أنج عياش بن أبى ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعل سنين كسنى يوسف - رواه البخاري في الصحيح عن أبى نعيم واخرجه مسلم من وجه آخر عن شيبان
- باب من خرج من بيته مهاجرا فأدركه الموت في طريقه
(أخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا احمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن أبى بشر عن سعيد بن جبير أن رجلا من خزاعة كان بمكة فمرض وهو ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع (3) فأمر اهله
__________
(1) كذا - وفي سيرة ابن هشام عن ابن اسحاق بعد قوله وفتن فافتتن - فلما قدمنا المدينة نزلنا في بنى عمرو بن عوف بقباء وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام...وفتناه فافتتن فكنا نقول الخ - ح - (2) كذا (3) كذا وفي الاصابة...من طريق أبى بشر عن سعيد بن جبير قال كان رجل من خزاعة يقال له ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن زنباع - ح - (*)

الصفحة 14