كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 9)

يونس عن ابن شهاب حدثنى عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته قالت كان
اول ما بدئ به رسول الله من الوحى الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب الله إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالى اولات العدد قبل ان يرجع إلى اهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده بمثلها (1) حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ قال فأخذني فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فأخذني فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فأخذني فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم ارسلني فقال (اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذى علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة رضى الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال لخديجة أي خديجة مالى واخبرها الخبر قال لقد خشيت على نفسي قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك (2) الله ابدا والله انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة رضى الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزى بن قصى وهو ابن عم خديجة ابن اخى ابيها وكان امرءا تنصر في الجاهلية يكتب الكتاب العربي ويكتب من الانجيل بالعربية ما شاء الله ان يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمى فقالت له خديجة أي عم اسمع من ابن اخيك قال ورقة بن نوفل ابن اخى ماذا ترى ؟ فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذى على موسى (3) يا ليتني فيها جذعا يا ليتني اكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجى هم قال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به الا عودي وان يدركنى يومك انصرك نصرا مؤزرا - رواه مسلم في الصحيح عن ابى الطاهر واخرجه البخاري من وجه آخر عن يونس
- (أخبرنا) أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ عبد الصمد بن على بن محمد بن مكرم ثنا عبيد بن عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال سمعت ابا سلمة بن عبد الرحمن يقول اخبرني جابر بن عبد الله رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتر الوحى عنى فبينما انا امشى سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى قبل السماء فإذا الملك الذى جاءني بحراء قاعد على كرسى بين السماء والارض فخشيت (4) منه فرقا حتى هويت إلى الارض فجئت اهلي فقلت لهم زملوني زملوني فزملوني فانزل الله عز وجل (يا ايها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر) قال أبو سلمة والرجز الاوثان قال ثم حمى الوحى بعد وتتابع
- (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ اخبرني أبو سهل بشر بن احمد المهرجانى ثنا داود بن الحسين بن على بن عقيل هو
الخسروجردى ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثنى أبى عن جدى اخبرني عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال سمعت ابا سلمة بن عبد الرحمن يقول اخبرني جابر بن عبد الله رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتر الوحى عنى فترة - فذكر الحديث بمعناه - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن عبد الملك بن شعيب
- (أخبرنا) أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوى ثنا أبو حامد بن الشرقي املاء ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ثنا سفيان عن محمد بن اسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت ان اول ما نزل من القرآن (اقرأ باسم ربك الذى خلق) -
__________
(1) كذا وفي صحيح البخاري لمثلها - ح (2) م - لا يحزنك - (3) كذا - وفي صحيح البخاري - نزل الله على موسى - ح (4) كذا وفي م وفجئت - والصواب فجئثت اي ذعرت وخفت كما في النهاية - ح - (*)

الصفحة 6