كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 9)

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يأتيكم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق ثنا سعيد المقبرى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان اسلام ثمامة بن اثال الحنفي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الله حين عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما عرض له ان يمكنه الله منه وكان عرض له وهو مشرك فأراد قتله فاقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ وأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك يا ثمامة هل امكن الله منك قال وقد كان ذلك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه (فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه حتى إذا كان الغد مر به فقال مالك ياثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه - 1) ثم انصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة رضى الله عنه فجعلنا المساكين نقول بيننا ما نصنع بدم ثمامة والله لاكلة من جزور سمينة من فدائه احب الينا من دم ثمامة فلما كان الغد مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك ياثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوه فقد عفوت عنك يا ثمام فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر ثيابه ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقال يا محمد والله لقد كنت وما وجه ابغض إلى من وجهك ، ولا دين ابغض إلى من دينك ، ولا بلد ابغض إلى من بلدك ، ثم لقد اصبحت وما وجه احب إلى من وجهك ، ولا دين احب إلى من دينك ، ولا بلد احب إلى من بلدك وإنى أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، يارسول الله إنى كنت قد خرجت معتمرا وانا على دين قومي فبشرني صلى الله عليك في عمرتي فبشره وعلمه فخرج معتمرا فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بامر محمد من الاسلام قالوا صبا ثمامة فاغضبوه فقال إنى والله ما صبوت ولكني اسلمت وصدقت محمدا وآمنت به وايم الذى نفس ثمامة بيده لا يأتيكم حبة من اليمامة - وكانت ريف مكة - ما بقيت حتى يأذن فيها محمد صلى الله عليه وسلم وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه
بارحامهم ان يكتب إلى ثمامة يخلى إليهم حمل الطعام ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبوعلاثة ثنا أبى ثنا ابن لهيعة عن أبى الاسود عن عروة قال واقبل ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هب لى الزبير اليهودي اجزيه فقد كانت له عندي يوم بعاث (2) فأعطاه اياه فاقبل ثابت حتى أتاه فقال يا ابا عبد الرحمن هل تعرفني فقال نعم وهل ينكر الرجل اخاه قال ثابت اردت ان اجزيك اليوم بيد لك عندي يوم بعاث قال فافعل فان الكريم يجزى الكريم قال قد فعلت قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبك لى فأطلق عنه اساره فقال الزبير ليس لى قائد وقد أخذتم امرأتي وبنى فرجع ثابت إلى الزبير (3) فقال رد اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأتك وبنيك فقال الزبير حائط لى فيه اعذق ليس لى ولا لاهلي عيش الا به فرجع ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهب له فرجع ثابت إلى الزبير فقال قد رد اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم اهلك ومالك فأسلم تسلم قال ما فعل الجليسان وذكر رجال قومه قال ثابت قد قتلوا وفرغ منهم ولعل الله تبارك وتعالى ان يكون ابقاك لخير قال الزبير أسألك بالله يا ثابت وبيدي الخصيم عندك يوم بعاث الا الحقتني بهم فليس في العيش خير بعدهم ، فذكر ذلك ثابت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالزبير فقتل - وذكره ايضا محمد بن اسحاق بن يسار عن الزهري وذكر أنه الزبير ابن باطا القرظى وذكره ايضا موسى بن عقبة وذكر أنه كان يومئذ كبيرا اعمى -
__________
(1) سقط من ف (2) كذا واسم كان محذوف اي يد - كما يدل عليه السياق - ح (3) كذا وفي الكلام حذف يعلم من السياق - ح - (*)

الصفحة 66