كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 9)

فأقبلت تسعى حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال اللهم عليك بقريش ثلاثا ثم سمى ، اللهم عليك بعمرو بن هشام وبعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وامية بن خلف وعقبة بن أبى معيط وعمارة ابن الوليد قال عبد الله والله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر يسحبون إلى قليب بدر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع اصحاب القليب لعنة - رواه البخاري في الصحيح عن احمد بن اسحاق عن عبيدالله بن موسى واخرجه هو ومسلم من وجه آخر عن أبى اسحاق -
(حدثنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف املاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا على بن الحسن الهلالي
(ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا ابراهيم بن مرزوق قالا ثنا مسلم بن ابراهيم ثنا الحارث بن عبيد ثنا سعيد الجريرى عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضى الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالاته والله يعصمك من الناس) فاخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال يا ايها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ، ورواية الهلالي فقال لهم ايها الناس (قال الشافعي) يعصمك من قتلهم ان يقتلوك حتى تبلغهم ما انزل اليك فبلغ ما امر به فاستهزأ به قوم فنزل (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين)
- (أخبرنا) أبو طاهر أنبا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا احمد بن يوسف السلمى ثنا عمر بن عبد الله بن رزين ثنا سفيان عن جعفر ين اياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قول الله عز وجل (انا كفيناك المستهزئين) قال المستهزئون الوليد بن المغيرة والاسود بن عبد يغوث الزهري والاسود بن المطلب وأبو زمعة من بنى اسد بن عبد العزى والحارث بن عيطل السهمى والعاص بن وائل فأتاه جبريل عليه السلام شكاهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فأراه الوليد ابا عمرو بن المغيرة فاومأ جبريل إلى ابجله فقال ما صنعت قال كفيته ثم اراه الاسود بن المطلب فاومى جبريل إلى عينيه فقال ما صنعت قال كفيته ثم اراه الاسود بن عبد يغوث الزهري فاومأ لى رأسه فقال ما صنعت قال كفيته ومر به العاص بن وائل فاومأ إلى اخمصه فقال ما صنعت قال كفيته فاما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فاصاب ابجله فقطعها واما الاسود بن المطلب فعمى فمنهم من يقول عمى هكذا ومنهم من يقول نزل تحت سمرة فجعل يقول يا بنى ألا تدفعون عنى قد قتلت فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه واما الاسود بن عبد يغوث الزهري فخرج في رأسه قروح فمات منها واما الحارث بن عيطل فأخذه الماء الاصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها واما
العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ دخل في رأسه شبرقة حتى امتلات منها (1) فمات منها وقال غيره فركب إلى الطائف على حمار فربض به على شبرقة فدخلت في اخمص قدمه شوكة فقتلته
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الاصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدى ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران أبى الحكم السلمى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالت قريش للنبى صلى الله عليه وسلم ادع ربك ان يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال أتفعلون ؟ قالوا نعم فدعا فأتاه جبريل عليه السلام فقال ان الله يقرأ عليك السلام ويقول ان شئت اصبح الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك عذبته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال بل يا رب التوبة والرحمة
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن عيسى بن عبد الله التميمي عن الربيع بن انس عن أبى العالية (فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل) نوح وهود وابراهيم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصبر كما صبر هؤلاء فكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح (ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله) إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين قالوا (ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) الآية فأظهر لهم المفارقة وقال ابراهيم (لقد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم) إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة وقال محمد (انى نهيت
__________
(1) كذا - (*)

الصفحة 8