كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

والأرض (¬1). صحَّحَ ابن تيمية أن الحديث في الجنة، لا أنه أن الجنة مئةُ درجة، وطوَّل في هذا، وفي الأدلة عليه، ذكره تلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه " حادي الأرواح " (¬2).
وفي " الأنفال " [2 - 4]: {إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قلوبهم} ... إلى قوله: {أولئك هم المؤمنون حقاً} وبعدها [5 - 6]: {وإنَّ فريقاً من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعدما تبَيَّنَ} فلما كان المؤمنون في الدنيا مراتب متفاوتة، كانوا كذلك في الآخرة، وقد دل حديث الشفاعة أن الخارجين من النار بالشفاعة ثلاث طوائف، وأن الله يُخرج بعدهم (¬3) من النار برحمته لا بالشفاعة طائفة رابعة لم يعملوا خيراً قط، ولا في قلوبهم خيرٌ (¬4) قط، ممن قال: لا إله إلاَّ الله، يُسَمِّيهم أهل الجنة عُتقاء الله من النار بل في الجنة من لم يَقُلْ قبل موته لا إله إلاَّ الله، ولا يدخُلُها بعملٍ كالأطفال، وفيها من لم يُكَلَّفْ كحور العين، وفيها قومٌ يُنشئُهم ويسكنهم فضولَ الجنة التي تبقى ليس فيها أحدٌ كما في " الصحيحين " (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (2790) و (7423)، وأحمد 2/ 335 و339، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 398، والحاكم 1/ 80، وابن حبان (4611)، والبغوي (2610) من حديث أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 5/ 316 و321، والترمذي (2531)، والحاكم 1/ 80، وابن أبي شيبة 13/ 138، وأبو نعيم في " صفة الجنة " (225) من حديث عبادة بن الصامت.
وأخرجه أحمد 5/ 240 - 241، والترمذي (2530)، وابن ماجه (4331)، وأبو نعيم في " صفة الجنة " (227) من حديث معاذ.
وأخرجه أحمد 2/ 399 و424، والنسائي 8/ 119، وابن حبان (4612)، والبيهقي 9/ 39 و157 من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬2) ص 55.
(¬3) تحرفت في (ش) إلى: " بعضهم ".
(¬4) في الأصول: " خيراً "، والجادة ما أثبت.
(¬5) تقدم ص 76.

الصفحة 102