كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

السلام، فمن بعده من أئمة العترة له تأويلاً ولا على رجاء صدق وعدِه تحذيراً، فكذلك سائر فضائل الأعمال، وليس في سنده مجروح ولا مضعَّفٌ والحمد لله، ويشهد لصحته وصحة معناه: " أنْتَ مع من أحببتَ " و" المرء مع من أحب " متفق على صحته (¬1) من حديث أنس قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة على المنبر جواباً على الأعرابي الذي سأله عن الساعة، وقال: إنه لم يُعِدَّلها كثيرَ عملٍ إلا أنه يحب الله ورسوله، فالحمد لله رب العالمين، واتفقا على مثله من حديث ابن مسعود (¬2)، وهو الحديث الثالث والخمسون بعد المئة من مسنده من " جامع المسانيد " لابن الجوزي.
وفي الباب عن جابر (¬3)، وعلي عليه السلام (¬4)، وعنه (¬5) وعن ابن مسعود (¬6)
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه ص 59.
(¬2) تقدم ص 59.
(¬3) أخرجه أحمد 3/ 336 و394 وفيه ابن لهيعة -وهو سيىء الحفظ-، وأبو الزبير وهو مدلس وقد عنعن، وقال الهيثمي في " المجمع " 10/ 280: رواه أحمد والطبراني في " الأوسط "، وإسناد أحمد حسن!
(¬4) أخرجه البزار (3596). وقال الهيثمي 10/ 280: وفيه مسلم بن كيسان الملائي، وهو ضعيف.
(¬5) أخرجه الطبراني في " الصغير " (874). وقال الهيثمي 10/ 280: رواه الطبراني في " الصغير "، و" الأوسط "، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن ميمون الخياط وقد وثق. قلت: قال أبو حاتم: أُمِّيٌّ مُغَفَّلٌ روى حديثاًً باطلاً، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في مشيخته: أرجو أن لا يكون به بأس، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: ربما وهم.
(¬6) أخرجه البزار (3597) مطولاً: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شيخ كبير، فقال: يا محمد، متى الساعة؟ فقال: ما أعددت لها ... فذكره.
وأخرج البخاري ومسلم منه: " المرء مع من أحب " وقد تقدم. ورواية البزار قال الهيثمي 10/ 280: فيه سمعان المالكي، وهو مجهول، وقد ضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.

الصفحة 108