كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

في غدوةٍ صلَّى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يمسي، وإن كان مساءً صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يُصبح". رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، وهذا لفظه. ولفظ أبي داود: " كان له خريفٌ في الجنة " (¬1). قال أبو داود: وقد رُوِيَ من غير وجه عن علي عليه السلام، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر ابن الأثير في " الجامع " (¬2): أن الترمذي رواه، ولم يذكره المزي (¬3) في نسختين، أعني في ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، والظاهر أن الترمذي رواه من غيرها، فإنه رواه من طريق ثوير، وليس له ذكرٌ في هذه الترجمة. نعم ذكره المِزِّي (¬4) عن الترمذي في ترجمة سعيد بن علاقة أبي فاختة والدثوير (¬5)، عن علي عليه السلام، وقال: حسن غريب، رُوِيَ عن علي من غير وجهٍ، ومنهم من وَقَفَه، رواه في الجنائز، والنسائي في الطب (¬6).
وعن زيد بن وهب الجُهَني، عن علي عليه السلام، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سَمِعَه يقول في الخوارج: " لو يعلم الجيشُ الذين يُصيبونهم ما قُضِيَ لهم على لسان نبيهم - صلى الله عليه وسلم - لَنَكَلُوا عن العملِ ". رواه مسلم في الزكاة، وأبو داود في السنة (¬7)، وهو صريحٌ في عدم ذكر فضائل الأعمال، لأنها لو كانت له على وجهٍ يجب معه بقاء عموم الوعيد على ظاهره، ما قال: إن العلم بذلك يؤدي إلى ترك العمل، وسنده صحيحٌ ليس فيه من تكلم فيه إلاَّ عبد الملك بن أبي سليمان،
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد 1/ 81 و97 و118، وابن أبي شيبة 3/ 243، وأبو داود (3099)، وابن ماجه (1442)، والترمذي (969)، والحاكم 1/ 341 و349. وهو صحيح مخرج في " صحيح ابن حبان " (2958).
وخرافة الجنة، قال المنذري: أي: في اجتناء ثمر الجنة.
(¬2) 9/ 531.
(¬3) 7/ 421 - 422.
(¬4) 7/ 377.
(¬5) في (د) و (ف) زيادة: " عن ثوير، عن أبيه "، وفي (ش): " عن أبيه "، وكلاهما خطأ.
(¬6) من الطريق الأولى.
(¬7) مسلم (1066)، وأبو داود (4768).

الصفحة 111