كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

عبد الرحمن، ثلاثتهم عن حُمران، وقد تقدم لفظ البخاري، عن معاذ في الرقاق وخالفه مسلم وغيره في الزيادة التي فيه، ولفظ البخاري عن عُروة، وعطاءٍ، في كتاب الطهارة (¬1) بالحديث من غير هذه الزيادة فكأنه إنما ذكرها في الرقاق، وقد يتساهل في الرقاق، ويمكن أنه حديثٌ آخر بسبب آخر، أدرجه على هذا الحديث، وهذا الإسناد (¬2) يحيى بن أبي كثير -لما فيه من الزجر- فقد كان يُدلِّسُ، فهذا أشبه (¬3) به والله أعلم.
ويدل على هذا قوله فيها: " وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ولو كانت من جملة الحديث ما ناسب إفرادها بذلك، والرواية المشهورة فيه عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي أرعاها فروَّحْتُها بعشي، فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائماً يُحَدِّثُ الناس، فأدركت من قوله: " ما من مُسلمٍ يتوضأ، فيحسن وضوءه، ثم يقوم، فيصلي ركعتين يُقْبِلُ عليهما بقلبه ووجهه إلاَّ وجبت له الجنة ".
فقلتُ: ما أجود هذا، فإذا قائلٌ بين يدي يقول التي قبلها أجود، فنظرت، فإذا عمر بن الخطاب قال: إني قد رأيتك جئت آنفاً قال: " ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيُبْلِغُ الوضوء، أو يُسبِغُ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلاَّ فُتِحَتْ له أبواب الجنة الثمانية فيدخل من أيِّها شاء ".
قال ابن الأثير في " الجامع " (¬4): رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (¬5)، وساق بقية ألفاظهم، وهذا لفظ مسلم. وللترمذي (¬6) إسنادٌ ضعيفٌ
¬__________
(¬1) رقم (159) و (160).
(¬2) في (ف): " إسناد ".
(¬3) في (ف) و (د): " شبيه ".
(¬4) 9/ 402.
(¬5) أخرجه بطوله مسلم (234)، وأبو داود (169) وأخرجه مختصراً أبو داود (906)، والنسائي 1/ 95.
(¬6) رقم (55)، وأخرجه ابن ماجه أيضاً (470) من حديث عمر بن الخطاب، وقال الترمذي: وهذا حديث في إسناده اضطراب ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب كبير شيء، =

الصفحة 125