كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

يقول: سَمِعَ رجلاً يقول لميت [يعني] مسلماً: أبشِرْ بالجنة، فقال: " وما يُدريك لَعَلَّه تكلَّم بما لا يَعنيه، أو بَخِلَ بما لا يُغنيه " رواه الترمذيُّ في " الزهد " عن سليمان الأعمش، عن أنس، وقال: غريب (¬1).
وقد صُرِّحَ بغُفران الكبيرة والصغيرة (¬2) في فضل صلاة التسبيح التي نقلها أهل البيت عليهم السلام وأهل الحديث، وما قال أحدٌ: إن رواية ذلك من الفساد المحرم (¬3).
وصنف عبد الغني في تصحيحها كتاباً مفرداً، وقال إمام النُقَّاد أبو الحسن الدارقطني: إنها أصحُّ شيء في فضائل الصلوات، وأصحُّ شيءٍ في فضائل سور القرآن سورة: " قل هو الله أحد "، ورُويت فيها (¬4) ستة أحاديث عن ستة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم عبد الله بن عباس (¬5)، وأخوه الفضل بن
¬__________
(¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فسليمان الأعمش لم يسمع من أنس. وأخرجه الترمذي (2316)، والذهبي في " السير " 6/ 240 من طريقين عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن أنس. وقال الذهبي: غريب يعدُّ من أفراد عمر بن حفص شيخ البخاري.
قلت: لم ينفرد عمر بن حفص به، فقد رواه أبو يعلى (4017) عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الأعمش به. ويحيى بن يعلى ضعيف.
(¬2) في (د) و (ف): " الكبير والصغير ".
(¬3) في (د): " الكبير ".
(¬4) في (ف): " فيه ".
(¬5) أخرجه أبو داود (1297)، وابن ماجه (1387)، وابن خزيمة (1216)، والطبراني (11622)، والحاكم 1/ 318، والبيهقي 3/ 51 - 52، والدارقطني في مصنفه في صلاة التسابيح فيما نقله ابن ناصر الدين ص 8 من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، حدثنا موسى بن عبد العزيز القنباري، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم: ثقة من رجال الشيخين.
وموسى بن عبد العزيز القنباري: روى عنه جمع، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: ربما أخطأ، ووثقه ابن شاهين، وقول ابن المديني فيه: ضعيف، مردود، لأنه جرحٌ مبهم غير مفسر، وهو في مقابل تعديل =

الصفحة 141