كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

والأدلةُ على ذلك لا تُحصى كثرة (¬1)، بل تنتهي عند البحث التام إلى العلم الضروري كما أوضحتُه (¬2) عند سرد الآيات والأخبار، لكن أشير ها هنا إشارةً يسيرة: فمن ذلك قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15 - 16]، كما سيأتي تقريره، ورَدُّ ما اعتذروا به عنها.
وقوله: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [طه: 48].
وقوله في النار: إنها {أُعدَّت للكافرين} في غير آية [البقرة: 24، آل عمران: 131].
وقوله تعالى في غير آية: {وبَشِّر المؤمنين} [التوبة: 112].
وقوله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن: 46].
وقوله: {ذلك لمن خشي ربه} [البينة: 8].
وقد وَرَدَ الحديث عن أبي الدرداء (¬3)، أن المراد مجرد الخوف الملازم
¬__________
(¬1) في (ش): " كثيراً ".
(¬2) في (ش): " أوضحه ".
(¬3) أخرجه أحمد 2/ 357 في مسند أبي هريرة (ولم يهتد من يصفه المفتونون به حافظ العصر إلى مكانه، فقال في تخريج السنة 2/ 473: ولم أره في مسند أبي الدرداء .... )، والنسائي في " الكبرى " كما في " التحفة " 8/ 227 - 228 والطبري 27/ 146، والبغوي 4/ 273 من طريقين عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ يوماً هذه الآية: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}، فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}، فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}، فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال: وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبي الدرداء. وهذا إسناده صحيح. وذكره الهيثمي 7/ 118 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأخرجه النسائي في " الكبرى " كما في " التحفة " 8/ 232 من طريق إسماعيل بن علية، عن سعيد الجريري، عن موسى، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبي الدرداء. =

الصفحة 177