كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

عن زيد بن سلاَّم، عن جدِّه ممطُورٍ، عن أبي أُمامة مرفوعاً (¬1)، وفي الباب عن ..... (¬2).
فإن انتهى ذلك إلى الحد الذي يُسمَّى ندماً، جاز أن يدخل في زمرة التَّائبين، لمَا ورد في أحاديث الندم عن ابن مسعودٍ وغيره عنه - صلى الله عليه وسلم - وسيأتي.
وسابعها: أن المسلم يهُمُّ بالتوبة، وفي الصحاح: " من هَمَّ بحسنةٍ، فلم يعملها، كُتِبَتْ له حسنةً كاملة ". رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس، وروى مسلمٌ والترمذي من حديث أبي هريرة مثله من طُرُقٍ، وهو في " البخاري " " أراد "، والهمُّ أكثرُ الروايات، وفي لفظٍ للترمذي: " يحدِّثُ نفسه " (¬3)، وهي كرواية الهَمِّ، وليس هو في المعنى العزم، لأن العزمَ حسنةٌ كاملةٌ، خصوصاً إلى التوبة، وقد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ به وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: 24]، ولم يكن ذلك عزماً، وسيأتي هذا.
فمن ها هنا لم يكن ما ورد به النصوص من تسميته محسناً مما تنكره العقول، وإحسانُ المؤمن المذنب في هذه الأمور هي (¬4) مقدِّمات التوبة النَّصُوح، وأسبابٌ لتوفيقه لذلك ورحمته واللُّطف به في الدَّارَيْنِ إن شاء الله تعالى، ولا نكارة في الإحسانِ في الإساءة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ، فإذا قتلتم، فأحسنوا القِتْلَةَ " رواه النواوي في " الأربعين " (¬5) له، فأمرَ
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه 8/ 133.
(¬2) بياض في الأصول، وانظر 8/ 133، التعليق (4).
(¬3) حديث ابن عباس أخرجه أحمد 1/ 310، والبخاري (6491)، ومسلم (131)، وابن منده في " الإيمان " (380).
وحديث أبي هريرة أخرجه أحمد 2/ 234 و242 و315 و411، والبخاري (7501)، ومسلم (128) - (130)، وابن حبان (379) - (384).
(¬4) في (ف): " وهي ".
(¬5) وهو الحديث السابع عشر منها. وأخرجه مسلم (1955)، وأبو داود (2815)، والترمذي (1409)، والنسائي 7/ 227، وابن حبان (5883) و (5884)، وانظر تمام تخريجه فيه.

الصفحة 274