كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

"من سَلِمَ المسلمونَ من لسانه لسانه ويده".
وكذلك روى الحاكم في " المستدرك " (¬1) من طريق ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أكمل المؤمنين إيماناً من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
وقال أحمد (¬2): قال حُجين أبو عمرو: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجِشون، عن منصور بن أذين (¬3)، عن مكحولٍ، عن أبي هريرة، قال - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن العبد الإيمان كلَّه حتى يترُكَ الكَذِبَ في المُزاحَة، ويترك المِراء وإن كان صادقاً ". (665) من " الجامع ".
وعن أبي سعيد الخُدريِّ: قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من رأى منكم منكراً، فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ". رواه مسلم والترمذي، ورواه النسائي ولفظه: " من رأى منكراً، فغيَّره بيده، فقد بَرِىءَ، ومن لم يستطِعْ، فغيَّره بلسانه، فقد برىء، ومن لم يستطع، فغيَّره بقلبه، فقد بَرِىءَ، وذلك أضعفُ الإيمان " (¬4).
وعن عبد الله بن مسعودٍ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من نبي إلاَّ كان له من
¬__________
(¬1) 1/ 10، وفيه محمد بن سنان القزاز، وهو ضعيف.
(¬2) في " المسند " 2/ 352، ورواه أيضاً 2/ 364 عن سريج بن النعمان عن مكحول، ومنصور بن أذين لم يوثقه أحد، ولم يرو عنه غير ابن الماجشون. ذكره البخاري في " تاريخه " 7/ 347، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 8/ 169، ولم يحكيا فيه شيئاً، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة، ولذا قال البخاري: منقطع.
وأورده الهيثمي في " المجمع " 1/ 92، وقال: رواه أحمد والطبراني في " الأوسط "، وفيه منصور بن أذين، ولم أر من ذكره. قلت: قد ذكره البخاري وابن أبي حاتم كما تقدم.
(¬3) في المطبوع من " مسند أحمد ": " زاذان "، وهو خطأ.
(¬4) أخرجه مسلم (49)، والترمذي (2172)، والنسائي 8/ 112، وأحمد 3/ 20 و49، وابن حبان (306) و (307).

الصفحة 285