كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)
ارجِعُوا وَرَاءَكُمْ فالتَمِسُوا نوراً} [الحديد: 13]، وهي خدعة الله التي خَدَعَ بها المنافق. قال الله عز وجل: {يُخادِعُونَ الله وهو خادِعُهُمْ} [النساء: 142]، فيرجعون إلى المكان الذي قُسِمَ فيه النور، فلا يجِدُون شيئاً، فينصرفون إليهم وقد: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} نُصلِّي بصلاتكم، ونغزو مغازيكم؟ (¬1): {قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} تلا إلى قوله: {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: 14 - 15].
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه. وهذا إسناده: قال الحاكم (¬2): أخبرني الحسن بن حُليم المروزيُّ، أخبرنا أبو المُوَجِّه، أنبأنا عبدان، أخبرنا عبد الله (¬3)، أنبأنا صفوان بن عمرو، حدثني سُليم بن عامرٍ. الحديث.
الجواب الرابع: ما ذكره ابن الحاجب في مختصر " المنتهى " وهو أنه (¬4) يحتمل أن يكون نفي الخزي موجِّهاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده، والجملة بعده استئنافيةٌ.
قلت: بل هي محتملةٌ على ذلك أن تكون استئنافيةً، وأن تكون الحالية لاجتماع الواو في أولها، والضمير في " معه " (¬5) وكل (¬6) واحدٍ منهما وحده مسوغ
¬__________
(¬1) عبارة: " نصلي بصلاتكم ونغزو مغازيكم " ساقطة من (ف).
(¬2) 2/ 400.
(¬3) هو ابن المبارك المروزي، وهو عنده في زيادات " الزهد " (368)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في " الأسماء والصفات " ص 485 - 486، وابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " 4/ 330.
(¬4) " أنه " ساقطة من (ش).
(¬5) في (ش): " معية ".
(¬6) في (ش): " كل ".