كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

وخرَّج الحاكم في " المستدرك " (¬1) من حديث نصر بن عاصم، عن عقبة بن مالك في قصة من أسلم تعوّذاً وخوفاً (¬2) من القتل في ظن القاتل، فَغَضِبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله وهو يُعْرِضُ عنه، فقال له في الثالثة: " إن الله أبى على من قَتَلَ مؤمناً. إن الله أبى على من قتل مؤمناً. إن الله أبى على من قتل مؤمناً " قالها ثلاثاً مؤكداً لذلك. وقال الحاكم: هذا حديثٌ مخرَّجٌ مثله في " صحيح مسلم ". وهو نصٌّ في سببه.
ورواه أحمد في " المسند " (¬3)، وقال: بشر بن عاصم مكان نصر بن عاصم.
وخرَّجه ابن ماجه (¬4) عقبة، عنه - صلى الله عليه وسلم -: " من لَقِِيَ الله لا يُشرك به شيئاً لم يَتَنَدَّ (¬5) بِدَمٍ حرامٍ دخل الجنة "، وسنده قوي ليس فيه إلاَّ عبد الرحمن بن عائذ، عن عقبة، قيل: إنه صحابي ووثقه النسائي، وإنما ضعَّفه الأزدي، وليس بمعتمدٍ، بل هو مضعف مختلف فيه.
وقال أحمد في " المسند " (¬6): حدثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن
¬__________
(¬1) 1/ 18 - 19 وهو حديث صحيح. وانظر تمام تخريجه في " صحيح ابن حبان " (5972).
(¬2) في (ش): " أو خوفاً ".
(¬3) 4/ 110 و5/ 288 - 289.
(¬4) رقم (2618) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عقبة بن عامر الجهني.
وأخرجه أحمد 4/ 148 و152، والطبراني 17/ (936) و (969)، والحاكم 4/ 351 - 352 من طرق عن إسماعيل، به.
قال البوصيري في " مصباح الزجاجة " 2/ 333: هذا إسناد صحيح إن كان عبد الرحمن بن عائذ الأزدي سمع من عقبة بن عامر، فقد قيل: إن روايته عنه مرسلة.
(¬5) أي: لم يُصب منه شيئاً، أو لم ينله منه شيء.
(¬6) 4/ 278 وإسناده صحيح. وأخرجه الحميدي (824)، وابن أبي شيبة 8/ 2، والطيالسي (1232)، وأبو داود (3855)، والترمذي (2038)، وابن ماجه (3436)، والبخاري في " الأدب المفرد " (291). وانظر تمام تخريجه في " صحيح ابن حبان " (6061).

الصفحة 32