كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)
وأبوه وجدُّه عون لم يُذكرا في " الميزان " بجرحٍ أصلاً، ووثَّقهما.
وأما خُصيف، فمن تابعي التابعين، وثقه أبو زرعة، وابن معين، وتُكلِّم عليه بالإرجاء وسوء الحفظ، فهو ثقةٌ عند البعض، وصالحُ في التوابع عند الجميع.
الحديث الثاني: ما خرجه الحاكم في كتاب التوبة من " المستدرك " من حديث أبي الزِّناد، عن القاسم، عن عائشة، رضي الله عنها، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ما علم الله من عبدٍ ندامةً على ذنبٍ، إلاَّ غفر له قبل أن يستغفره منه ".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح (¬1).
ويعضدُ ذلك حديث ابن عباسٍ، وهو الحديث الثالث. رواه أحمد في " المسند " (¬2) من طريق يحيى بن عمرو بن مالك النُّكريّ، عن أبيه، عن أبي الجَوْزاء، عن ابن عباسٍ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كفارة الذنب الندامة "، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو لم تُذنِبوا، لجاء الله عز وجل بقوم يذنبون كي يغفر لهم ".
ويحيى بن عمرو النكري ضعيف، ولكنه شاهدٌ لما تقدَّم، وهو من رجال الترمذي.
الحديث الرابع، عن أنس أنه سمِعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " الندم توبةٌ ". خرَّجه الحاكم في التوبة من " المستدرك " (¬3)، وقال: على شرطهما (¬4)، وهذا إسناده:
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه ص 291 من هذا الجزء، وهو حديث ضعيف.
(¬2) 1/ 289، ورواه مختصراً البزار (3250)، والطبراني في " الكبير " (12794) و (12795)، وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عمرو النكري، وعدّه الذهبي في " الميزان " 4/ 399 من جملة مناكيره.
(¬3) 3/ 243.
(¬4) ورده الذهبي بقوله: هذا من مناكير يحيى.
قلت: وأخرجه أيضاً ابن حبان (613)، والبزار (3239).