كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)
وأما ما يلزم منه موافقة هذه الأخبار بغير لفظ الخروج من النار، فما لا يُحصى، مثل الأحاديث التي فيها أن الشفاعة نائلةٌ من مات (¬1) لا يشرك بالله شيئاً، هذا مرويٌّ من طرقٍ، حضرني منها طريق عبد الله بن عمر بن الخطاب (¬2)، وأبي ذر الغفاري (¬3)، وعبد الله بن عمرو بن العاص (¬4)، وعوف بن مالكٍ (¬5)، ومن الأولين: أبو هريرة (¬6)، وابن عباسٍ (¬7)، وبلفظ: " شفاعتي لأهلِ الكبائر من أمتي " عن أنس (¬8)، وابن عمر (¬9)، رواهما الهيثمي.
حديث أبي ذر خرَّجه البزار برجال الصحيح، والحاكم في تفسير سورة سبأ، وقال: على شرطهما، ولم يخرجاه بهذه السِّياقَة، إنما أخرجا ألفاظاً من الحديث متفرِّقة (¬10).
قلت: وهي أنها نائلةٌ من لم يشرك بالله شيئاً، وقال: في " مسند " البزار انقطاع ما بين مجاهد وأبي ذر. وعن أنس وجابر رواهما الحاكم في " المستدرك "
¬__________
(¬1) في (ش): " تاب "، وهو تحريف.
(¬2) قال البزار بعد أن أخرجه (3460) من حديث مجاهد عن ابن عباس: رواه واصل عن مجاهد " عن أبي ذر، ورواه سلمة بن كهيل عن مجاهد، عن ابن عمر.
(¬3) انظر ت (10).
(¬4) أخرجه أحمد 2/ 222، وقال الهيثمي 10/ 367: رواه أحمد ورجاله ثقات.
(¬5) أخرجه أحمد 6/ 28 و29، والترمذي (2441)، وابن ماجه (4317)، وصححه ابن حبان (211)، والحاكم 1/ 67.
(¬6) أخرجه مسلم (199)، والترمذي (3602)، وابن ماجه (4307).
(¬7) انظر " مجمع الزوائد " 10/ 372 - 373.
(¬8) أخرجه أبو داود (4739)، والترمذي (2437)، وابن ماجه (4310)، وصححه الحاكم 1/ 69.
(¬9) أخرجه الخطيب في " تاريخه " 8/ 11.
(¬10) أخرجه البزار (3461) من طريق مجاهد عن أبي ذر، ولم يسمع منه، وأخرجه الحاكم 2/ 424 من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر.