كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

وفي حديث أنس بعده في " البخاري " (¬1) أنها كانت قد انفكَّت قدمُه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الوقت، فلعلَّه سببُ اتِّكائِه على تلك الوسادة.
وفي " مسند أحمد " (¬2) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد زيارة فاطمة عليها السلام، فرأى على بابها ستراً، فانصرف، ولم يدخُلْ، فعرفت أنه رجع لأمرٍ كَرِهَه، فأرسلت إليه فقال: " ما لي وللدنيا، ما لي وللرَّقم، قولوا لها تنزِعُ تلك السِّتارة، وتعطيها بني فلان ".
وفي الحديث: أنها عليها السلام جَرَّت بالرَّحى حتى أثَّرت الرَّحى في يدها، وأسقت بالقِربَةِ، حتى أثَّرَت في نحِرها، وكنَستِ البيت حتَّى اغبرَّت ثيابُها، وعلمت برقيق أتاهُ، فسارت إليه - صلى الله عليه وسلم - لتسأله، فوجدت عنده خداماً، فرجعت، فأتاها من الغد، فأخبره عليٌّ عليه السلام بحاجتها، فقال: " يا فاطمة، اتق الله، وإذا أخذت مضجعِك، فسبِّحي ثلاثاً وثلاثين واحمدي كذلك، وكبِّري أربعاً وثلاثين، فذلك خير لك من خادم ".
وفي رواية: " ولم يخدمها " رواه أبو داود من حديث علي عليه السلام وله طرقٌ كثيرةٌ صحيحةٌ، أخرج البخاري ومسلمٌ منها طريق ابن أبي ليلى وفيها قال سفيان: إحداهن أربع وثلاثون. وإنما عزَّيتُه إلى أبي داود، لأن الذي حكيته هو لفظُه (¬3).
وفي كتاب " الزهد " من حرف الزاي من " جامع الأصول " (¬4) من ذلك عن
¬__________
(¬1) برقم (2469).
(¬2) 1/ 21، وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة 13/ 239، وعنه أبو داود (4149). وهو حديث صحيح.
(¬3) أخرجه البخاري (3113) و (3705) و (5361)، ومسلم (2727)، وأبو داود (2988) و (2989) و (5062) و (5063)، والترمذي (3405). وانظر ابن حبان (5524) و (6921) و (6922).
(¬4) 4/ 671.

الصفحة 365