كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)
وفي هذا تخويفٌ عظيمٌ من المُشاحَنَةِ، وفيها أخبارٌ كثيرةٌ، وإنَّما اخترتُ هذا، لما فيه من المُقارنَةِ بين الشَّحناء وقتل النفس.
ويشهد لهذا ما رواه الحاكم (¬1) من حديث الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن ابن مسعودٍ، يرفعُه إلى رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: " لو أنَّ رجُلَيْن دخلا في الإسلام، فاهتجرا، كان أحدُهما خارجاً مِنَ الإسلام حتَّى يرجِعَ الظُّالِمُ " قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. انتهى.
وأحسنه كما جاء في كفرٍ دون كفر، ومنه: " المسلم من سلم المسلمون من يدهِ ولِسانِه " (¬2). وفي " سنن أبي داود " (¬3) بإسناد صحيحٍ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " هَجْرُ المسلم سنةً كسَفْكِ دمِهِ ". ذكره ابن الأثير في الصُّحبة من حرف الصاد في " جامعه " (¬4).
الحديث الرابع عشر: عنه، عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " أكثرُ مُنافقي أمَّتي قُرَّاؤُها ". رواه أحمد (¬5)، وهو الثالث والعشرون بعد المئة.
¬__________
= " الكبير 20/ (215)، وأبو نعيم في " الحلية " 5/ 191 بلفظ: " إلاَّ لمشرك أو مشاحن " وصححه ابن حبان (5665).
وفي الباب عن أبي موسى، وأبي هريرة، وأبي ثعلبة الخُشني، وأبي بكر، وعوف بن مالك، وعائشة. انظر تخريجها في " صحيح ابن حبان " 12/ (5665).
(¬1) 1/ 21 - 22. ورواه أيضاً البزار (2050). وقال الهيثمي 8/ 66: ورجاله رجال الصحيح.
(¬2) تقدم تخريجه 2/ 439.
(¬3) برقم (4915) من حديث أبي خراش السلمي. وأخرجه أيضاً أحمد 4/ 220، والبخاري في " الأدب المفرد " (404) و (405)، والدولابي في " الكنى " 1/ 26، والطبراني في " الكبير " 20/ (779) - (782)، وصححه الحاكم 4/ 320، ووافقه الذهبي، وصححه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " 2/ 223.
(¬4) 6/ 647.
(¬5) 2/ 175 من حديث عبد الله بن عمرو. وأخرجه أيضاً ابن المبارك في " الزهد " =