كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

مخصِّصٍ آخر لبعض القاتلين، كقاتل الزاني المحصن التائب من الزنى وأمثال ذلك.
وكذلك قوله تعالى: {ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره} [الزلزلة: 8]، فإنها نص في الصغيرة، وحجة للخوارج خصوصاً، وقد اتفقوا على صحة حديث ابن عباس الذي فيه: " وما يُعَذَّبانِ في كبيرٍ " (¬1) وقد تأولها (¬2) الجميع.
أما أهل السنة فما ورد في الحديث عن أنس أنها نزلت وأبو بكر يأكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما نزلت رفع أبو بكر يده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما ترون مما تكرهون فذلك ما تُجزون، ويُدَّخَرُ الخير لأهله إلى الآخرة ". رواه الحاكم (¬3) من طريق سفيان بن حسين، وقال: صحيح، وله شاهد رواه الطبراني من طريق شيخه موسى بن سهل، والظاهر أنه الوشاء (¬4).
¬__________
(¬1) وتمامه: " مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين، فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدُهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ... ". وزاد في رواية بعد قوله: " ما يعذبان في كبير ": " ثم قال: بلى ". أخرجه البخاري (216) و (218) و (1361) و (1378) و (6052) و (6055)، ومسلم (292)، وأبو داود (20): والترمذي (70)، والنسائي 1/ 28 - 30، وابن ماجه (347). وانظر تمام تخريجه في " صحيح ابن حبان " (3128).
(¬2) أي: الآية.
(¬3) 2/ 532 - 533 من طريق سفيان بن حسين، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي قال: بينا أبو بكر ... فذكره، وليس هو من حديث أنس كما ذكر المؤلف. وتعقبه الذهبي بأنه مرسل.
(¬4) ذكره الهيثمي في " المجمع " 7/ 141 - 142 من حديث أنس، وقال: رواه الطبراني في " الأوسط " عن شيخه موسى بن سهل، والظاهر أنه الوشاء، وهو ضعيف.
قلت: وأخرجه أيضاً الطبري في " تفسيره " 30/ 268، وابن أبي حاتم فيما ذكر ابن كثير في " تفسيره " 8/ 484. وفيه الهيثم بن الربيع، وهو ضعيف.
وله شواهد عن أبي أيوب الأنصاري عند ابن مردويه، وعن أبي إدريس الخولاني، وأبي قلابة مرسلاً عند ابن جرير الطبري 30/ 268 - 269. انظر " الدر المنثور " 8/ 594.

الصفحة 55