كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

بأحسنَ من لفظ مسلم في بعض، وبإسناد آخر يُقوي إسناد مسلم، فقال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن عثمان الآدمي، حدثنا أبو قِلابة، حدثنا حجاج بن نُصير (¬1)، حدثنا شدَّاد بن سعيد (ح)، وأخبرني أبو بكر الفقيه -هو ابن إسحاق- حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا عُبَيْدُ الله (¬2) بن عمر القواريري، أخبرنا حَرَمِيُّ بن عُمارة، حدثنا شداد بن سعيدٍ أبو طلحة الراسبي، عن غيلان بنِ جرير، عن أبي بُردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تُحْشَرُ هذه الأمة على ثلاثة أصنافٍ: صِنْفٌ يدخلون الجنة بغير حسابٍ، وصِنْفٌ يُحاسَبُونَ حساباً يسيراً ثم يدخلون الجنة، وصِنف يجيئون (¬3) على ظهورهم أمثال (¬4) الجبال الراسيات ذنوباً، فيقول الله تعالى: اجعلوها على اليهود والنصارى، وأدخلوهم الجنة برحمتي ".
قال الحاكم: صحيح على شرطهما (¬5)، وحرمي على شرطهما، فأمَّا (¬6) حجاج، فإنِّي قرنُته إلى حَرَمي، لأني علوتُ فيه.
قلت: وشواهده في تقسيم أهل الجنة إلى ثلاثة أقسام، كثيرةٌ مشهورةٌ في كتاب الله تعالى، وفي التفسير، والحديث كما يأتي إن شاء الله تعالى في تفسير قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32]، مع قوله تعالى: {وَسَلامٌ على عبادِهِ الذين اصطفى} [النمل: 59]، وقد عدَّ ممن (¬7) اصطفى من هذه الأمة الظالم لنفسه، فهذا هو الكلام على أسانيده.
وأما الكلام على معناه، فمن وجهين:
¬__________
(¬1) في الأصول زيادة: " حدثنا حرمي بن عمارة " والتصويب من " المستدرك ".
(¬2) تحرف في (ف) إلى: " عبد الله ".
(¬3) في (ف) وفوقها في (ش): " يجثون ".
(¬4) في (ف): " كأمثال ".
(¬5) كذا قال مع أن شداد بن سعيد خرج له مسلم متابعة فقط، وهو صدوق حسنُ الحديث.
(¬6) في (ف): " وأما ".
(¬7) في (د) و (ف): " فيمن ".

الصفحة 6