كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

شاهد حسن، وهو حديث أبي مُوَيْهِبَةَ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله خَيَّرني في مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة ولقاء ربي، فاخترت لقاء ربي " (¬1). رواه ابن عبد البر في " التمهيد " وفي " الاستيعاب " (¬2) وقال: إنه حديث حسن، ورواه قاسم بن أصبغ.
وذكر الذهبي في ترجمته من " التذكرة " (¬3) أن له صحيحاً على هيئة " صحيح مسلم ".
ورواة الوعيد في قتل المرء لنفسه جماعة لم يذكر الخلود منهم فيه إلاَّ أبو هريرة، وكثيرٌ من المعتزلة لم (¬4) تحتج بذلك، وتقدم في أبي هريرة فاعرف ذلك.
بل هذا كله مستندٌ إلى الاستثناء الوارد في كتاب الله تعالى كما تقدم في قوله: {إلاَّ ما شاء الله} [الأنعام: 128] وتعقيبه بقوله: {إن ربك فَعَّالٌ لما يريدُ} [هود: 107]، وما ثبت في الكتاب والسنة من أن الاستثناء في الخير للزيادة، ولذلك قال بعد ذلك في الجنة: {عَطاءً غير مجذودٍ} [هود: 108]، وفي الشر للنقصان، وقد تقدم ما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة الكثيرة، ووعيدُ
¬__________
(¬1) إسناده ضعيف، وفي سنده عبيد الله بن عمر العَبَلي لم يوثقه غير ابن حبان 7/ 36، ولم يرو عنه غير ابن إسحاق، وشيخه فيه عبيد بن جبير مثله، لم يوثقه غير ابن حبان 5/ 135.
وأبو مويهبة -ويقال: أبو موهبة، وأبو موهوبة-، وهو قول الواقدي، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال البلاذري: كان من مُوَلَّدي مزينة وشهد غزوة المريسيع، وكان ممن يقود لعائشة جملها.
وأخرجه ابن إسحاق كما في " السيرة " 4/ 291 ومن طريقه أحمد 3/ 489، والدارمي 1/ 36 - 37، والدولابي 1/ 57 - 58، والبزار (863)، والطبراني (22/ (871)، والحاكم 3/ 55 - 56، وابن الأثير في " أسد الغابة " 6/ 309.
وأخرجه أحمد 3/ 488، والطبراني 11/ (872) من طريقين عن الحكم بن فضيل، عن يعلى بن عطاء، عن عبيد بن حنين، عن أبي مويهبة. والحكم بن فضيل واهٍ كما قال الذهبي في " الميزان ". ومع ذلك فقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه ابن عبد البر في " الاستيعاب " 4/ 179!!
(¬2) 4/ 179.
(¬3) 3/ 853.
(¬4) ساقطة من (د) و (ف).

الصفحة 69