كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (اسم الجزء: 9)

عنه، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا كما قال تعالى، وهذا يستحق العقوبة بعدم الدفع، وبإنزال المصائب عليه.
وعن المهلب نحو في تفسير: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " كما سيأتي (¬1).
وروى الحاكم في " المستدرك " في كتاب التوبة عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن الله قضى أن يُؤتى بحسنات العبد وسيئاته ويُقَصَّ بعضُها ببعض، فإن بقيت حسنةٌ وَسَّعَ الله له بها في الجنة ما شاء، وإن لم يبق له شيء فـ {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} (¬2).
ورواه في موضعٍ قبل هذا بنحوه من طريق الحكم بن أبان، عن الغطريف، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: صحيح، ذكره في كتاب التوبة، والآية في الأحقاف [16].
وروى الحاكم (¬3)، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، [عن أبيه]، عن أبي طلحة الأنصاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن أحدَكُم ليجيء بالحسنات لو وُضِعَتْ على جَبَلٍ لأثقلته ثم [يجيء] النعم، فتذهب تلك بتلك، ويتطاول (¬4) الريب بعد ذلك برحمته " ويشهد لهذا حديث جابر في الذي عبد الله في جزيرةٍ في البحر خمس مئة عام لم يُذنب، فحوسِبَ فلم تَفِ عبادتُه (¬5) بشكر نعمة البصر.
الحديث أخرجه الحاكم أيضاً وصححه (¬6) من حديث جابر فهذا الحديث الأول نصٌّ -ولله الحمد- على النظر الذي ذكرت، فإن هذا هو الإحباط الذي لا
¬__________
(¬1) ص 165.
(¬2) تقدم تخريجه ص 77.
(¬3) 4/ 251 وصححه، ووافقه الذهبي، ومع ذلك فيه من لا يعرف.
(¬4) في الأصول: " ويتفاول "، والمثبت من " المستدرك ".
(¬5) في (ف): " نعمته "، وهو خطأ.
(¬6) 4/ 250 - 251 وتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، وسليمان -وهو ابن هرم- غيرُ معتمد.

الصفحة 82