كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 9)

وهذا هو الذي نزلت فيه الآيات المحكمات، مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [سورة المائدة آية: 54] الآية وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} [سورة التوبة آية: 73-74] .
قال ابن وضاح في كتاب "البدع والنهي عنها" بعد حديث ذكره، أنه سيقع في هذه الأمة فتنة الكفر وفتنة الضلالة، قال رحمه الله: إن فتنة الكفر هي الردة، يحل فيها السبي والأموال، وفتنة الضلالة لا يحل فيها السبي ولا الأموال؛ وهذا الذي نحن فيه فتنة ضلالة، لا يحل فيها السبي ولا الأموال.
قال رحمه الله أيضا: أخبرنا أسد، أخبرنا رجل، عن ابن المبارك، قال: قال ابن مسعود، رضي الله عنه " إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام، وليا من أوليائه، يذب عنها، وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله، وكفى بالله وكيلا "، ثم ذكر بإسناده عن بعض السلف، قال: " لأن أرد رجلا عن رأي سيئ، أحب إلي من اعتكافي شهرا ".
أخبرنا أسد، عن أبي إسحاق الحذاء، عن الأوزاعي،

الصفحة 433