كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 9)

قال: " كان بعض أهل العلم يقولون، لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة، ولا صياما ولا صدقة، ولا جهادا، ولا حجا ولا عمرة، ولا صرفا ولا عدلا، وكانت أسلافكم تشتد عليهم ألسنتهم، وتشمئز منهم قلوبهم، ويحذرون الناس بدعتهم ".
قال: ولو كانوا مستترين ببدعتهم دون الناس، ما كان لأحد أن يهتك سترا عليهم، ولا يظهر منهم عورة، الله أولى بالأخذ بها، وبالتوبة عليها، فأما إذا جاهروا، فنشر العلم حياة، والبلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة، يعتصم بها على مصر ملحد.
ثم روى بإسناده، قال: " جاء رجل إلى حذيفة، وأبو موسى الأشعري قاعد، فقال: أرأيت رجلا ضرب بسيفه غضبا لله حتى قتل، أفي الجنه أم في النار؟ فقال: أبو موسى في الجنة; فقال حذيفة: استفهم الرجل، وأفهمه ما تقول، حتى فعل ذلك ثلاث مرات. فلما كان في الثالثة، قال والله لا أستفهمه، فدعا به حذيفة، فقال: رويدك، إن صاحبك لو ضرب بسيفه حتى ينقطع، فأصاب الحق حتى يقتل عليه فهو في الجنة، وإن لم يصب الحق ولم يوفقه الله للحق، فهو في النار; ثم قال: والذي نفسي بيده، ليدخلن النار في مثل هذا الذي سألت عنه، أكثر من كذا وكذا ".
ثم ذكر بإسناده عن الحسن، قال: " لا تجالس صاحب بدعة، فإنه يمرض قلبك"، ثم ذكر بإسناده عن سفيان

الصفحة 434