كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

قَالَ مُحَمَّدٌ: «§كَانَ أَعْلَمَ بِكُلِّ فَنٍّ لَوْ كُنْتُ أَدْرَكْتُهُ وَأَنَا رَجُلٌ كَامِلٌ لَاسْتَخْرَجْتُ مِنْ جَنْبَيْهِ عُلُومًا جَمَّةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عِنْدَهُ أَشْعَارَ هُذَيْلٍ، وَمَا كُنْتُ أَذْكُرُ لَهُ قَصِيدَةً إِلَّا رُبَّمَا أَنْشَدَنِيهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا عَلَى أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§نَاظَرْتُ يَوْمًا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ فَاشْتَدَّتْ مُنَاظَرَتِي إِيَّاهُ فَجَعَلَتْ أَوْدَاجُهُ تَنْتَفِخُ، وَأَزْرَارُهُ تَنْقَطِعُ زِرًّا زِرًّا»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ الشَّافِعِيِّ، يَقُولُ: قَالَتْ أُمِّي: «§رُبَّمَا قَدِمْنَا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ الْمِصْبَاحَ إِلَى بَيْنَ يَدَيِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ يَسْتَلْقِي، وَيَتَفَكَّرُ ثُمَّ ينَادِي»: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّي الْمِصْبَاحَ فَتُقَدِّمُهُ وَيكْتَبُ مَا يَكْتُبُ ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعِيهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: «مَا أَرَادَ بِرَدِّ الْمِصْبَاحِ» قَالَ: الظُّلْمَةُ أَجْلَى لِلْقَلْبِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، ثَنَا أَبُو طَاهِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: «§لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» قَالَ: يَتَحَزَّنُ بِهِ، وَيَتَرَنَّمُ بِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْمَكِّيُّ، ثَنَا ابْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " §نَظَرْتُ فِي دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ فَعَرَفْتُ مُرَادَ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ إِلَّا حَرْفَيْنِ، وَاحِدًا مِنْهُمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10]، فَإِنِّي لَمْ أَجِدْهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ -[105]- الشَّافِعِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " §لَا يَنْبُلُ قُرَشِيٌ بِمَكَّةَ، وَلَا يَظْهَرُ أَمْرُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهَا وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَظْهَرْ أَمْرُهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، وَلَا يَكَادُ يَجُودُ شِعْرُ الْقُرَشِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشَّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69] وَلَا يَكَادُ يَجُودُ خَطُّ الْقُرَشِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أُمِّيًّا "

الصفحة 104