كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، ثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةٍ: «§وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلَاءَ.» مَعْنَاهُ: اشْتَرِطِي عَلَيْهِمُ الْوَلَاءَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ} [الرعد: 25] بِمَعْنَى عَلَيْهِمْ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا ابْنُ رَوْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§لَيْسَ مِنْ قَوْمٍ لَا يُخْرِجُونَ نِسَاءَهُمْ إِلَى رِجَالٍ غَيْرِهِمْ إِلَّا جَاءَ أَوْلَادُهُمْ حَمْقَى»
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا حَرْمَلَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «§بَذْلُ كَلَامِنَا صَوْنُ كَلَامِ غَيْرِنَا». قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي: بَذْلُهُ لِكَلَامِهِ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالرَّدُّ عَلَى مِنْ خَالَفَ السُّنَّةَ صَوْنٌ لِكَلَامِ أَشْكَالِهِ أَدْنَاهُمْ هَذِهِ الْمُدَوَّنَةُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ فِي كِتَابِي عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ - وَذَكَرَ مِنْ يَحْمِلُ الْعِلْمَ جُزَافًا - قَالَ: «§هَذَا مِثْلُ حَاطِبٍ أَقْبَلَ يَقْطَعُ حُزْمَةَ حَطَبٍ فَيَحْمِلَهَا، وَلَعَلَّ فِيهَا أَفْعَى فَتَلْدَغَهُ وَهُوَ لَا يَدْرِي». قَالَ الرَّبِيعُ يَعْنِي الَّذِينَ لَا يَسْأَلُونَ عَنِ الْحُجَّةِ مِنْ أَيْنَ؟ يَكْتُبُ الْعِلْمَ، وَهُوَ لَا يَدْرِي عَلَى غَيْرِ فَهْمٍ، فَيكْتَبُ عَنِ الْكَذَّابِ وَعَنِ الصَّدُوقِ وَعَنِ الْمُبْتَدِعِ وَغَيْرِهِ، فَيحْمَلُ عَنِ الْكَذَّابِ وَالْمُبْتَدِعِ الْأَبَاطِيلَ، فَيَصِيرُ ذَلِكَ نَقْصًا لِإِيمَانِهِ، وَهُوَ لَا يَدْرِي
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَعْنَى حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَا حَرَجَ». أَيْ لَا بَأْسَ أَنْ تُحْدِثُوا عَنْهُمْ بِمَا سَمِعْتُمْ وَإِنِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُ مَا رُوِيَ أَنَّ ثِيَابَهُمْ تَطُولُ، وَالنَّارُ الَّتِي تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُ الْقُرْبَانَ. لَيْسَ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ، وَمَا لَا يُرْوَى
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ، قَرِيبَ الشَّافِعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: §حُبِسَ -[126]- الشَّافِعِيُّ مَعَ قَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ بِسَبَبِ التَّشَيُّعِ، فَوَجَّهَ إِلَيَّ يَوْمًا فَقَالَ: «ادْعُ فُلَانًا الْمُعَبِّرَ». فَدَعَوْتُهُ لَهُ فَقَالَ: «رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ كَأَنِّي مَصْلُوبٌ عَلَى قَنَاةٍ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،» فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ شُهِرْتَ وَذُكِرْتَ، وَانْتَشَرَ أَمَرُكَ. ثُمَّ حَمِلَ إِلَى الرَّشِيدِ مَعَهُمْ، فَكَلَّمَهُ بِبَعْضِ مَا جَلَبَهُ بِهِ فَخَلَّى عَنْهُ

الصفحة 125