كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 9)

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ، يَقُولُ: «§قَدِمَ الشَّافِعِيُّ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى مَكَّةَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ فِي مِنْدِيلٍ فَضَرَبَ خِبَاءَهُ فِي مَوْضِعٍ خَارِجًا مِنْ مَكَّةَ، فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ فِيهِ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى وَهَبَهَا كُلَّهَا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: أَخَذَ رَجُلٌ بِرِكَابِ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: «يَا رَبِيعُ §أَعْطِهِ أَرْبَعَةَ دَنَانِيرَ واعْذِرْنِي عِنْدَهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: كَانَ لِلشَّافِعِيِّ فَرَسٌ، فَبَاعَهُ بِسِتِّينَ دِينَارًا، فَقَالَ لِي: «§بِحَقِّي عَلَيْكَ أَنْ تَبَايَعَ ابْنَ دُكَيْنٍ فَتَأْخُذَ مِنْهُ الدَّنَانِيرَ». فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهِ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَذَهَبْتُ فَأَخَذْتُ سِتِّينَ دِينَارًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: هَذِهِ الدَّنَانِيرُ، فَقَالَ: «أَمْسِكْهَا مَعَكَ». فَلَمَّا كَانَ مَجْلِسُهُ انْصَرَفْتُ، ثُمَّ تَحَدَّثَ، فَقَالَ: تَعَقَّبْنَا مَعَكَ وَذَهَبْتَ وَتَرَكْتَنَا، فَلَمَّا قَامَ إِلَى بَيْتِهِ تَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ، وَقَعَدْتُ عَلَى الْبَابِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ رُقْعَةً: «إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ لَنَا كَذَا وَكَذَا» - وَلَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَيْئًا - فَكَانَ هَذَا ابْتِدَاءُ أَمْرِي مَعَهُ، وَوَافَقَ نُزُولَ الشَّافِعِيِّ مَنْزِلَهُ وَأَنَا أَكْتُبُ حِسَابَهُ، فَقَالَ: «تُفْسِدُ قَرَاطِيسَكَ؟ وَاللَّهِ مَا نَظَرْتُ لَكَ فِي حِسَابٍ»، وَقَالَ لِي مِرَارًا: «أَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ مَالِي»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي الرَّبِيعُ: سَأَلَ رَجُلٌ الشَّافِعِيَّ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَمْرِي كَيْتُ وَكَيْتُ، تَأْمُرُ لِي بِشَيْءٍ، وَمَا كَانَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا دِينَارًا، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: هَذَا لَوْ أَعْطَيْتَهُ دِرْهَمًا أَوْ دِرْهَمَيْنِ كَانَ كَثِيرًا. فَقَالَ: «إِنِّي §أَسْتَحِي أَنْ يَطْلُبَ مِنِّي رَجُلٌ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَعْذِرَةٌ فَلَا أُعْطِيهِ»

الصفحة 130